IMLebanon

مهمة لودريان في بيروت تطوي المبادرة السابقة وتفتح النقاش أمام طروحات بديلة

 

 

دعوة حزب الله المعارضة للتوافق مع تمسُّكه بفرنجية تزيد الشكوك بنواياه ولا تلقى قبولاً

 

 

لم يسلم حزب الله علناً، بأن زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي ايف لودريان إلى لبنان، قد طوت صفحة المبادرة الفرنسية السابقة التي قضت بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للرئاسة والقاضي نواف سلام لرئاسة الحكومة المقبلة نهائيا، بل ذهب إلى اعلان تمسكه بترشيح فرنجية للرئاسة، بالرغم من عدم قدرة الحزب وحلفائه على حشد الاصوات النيابية الاضافية اللازمة، لتأمين تقدمه على اي مرشح رئاسي محتمل للمعارضة، في ضوء توزيع موازين القوى النيابية السائد بين الطرفين حتى اليوم.

ولكن ماكشف هشاشة موقف الحزب من التشبث بترشيح فرنجية، برغم النتيجة المخيبة التي حصل عليها في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في الرابع عشر من الشهر الجاري، مقابل مرشح المعارضة والتيار الوطني الحر الوزير السابق جهاد ازعور، انخراطه وحلفائه في الخوض تفصيليا مع الموفد الرئاسي الفرنسي، بمهمته الجديدة، التي تجاوزت عمليا مبادرة ترشيح فرنجية، قلبا وقالبا، بعد فشل كل المحاولات الفرنسية لتسويقها، لدى الكتل النيابية المسيحية الثلاث بالمجلس النيابي واطراف اخرين من طوائف أخرى، وعدم تجاوب دول اللقاء الخماسي بتاييدها، والتي دفعت بالرئيس ماكرون إلى اقصاء الفريق الذي كان مولجا بإعداد المبادرة الفرنسية السابقة، في مؤشر لافت بأن مهمته فشلت، واتى تكليف لودريان بعدها مباشرة، ليؤكد طي صفحة مبادرة ترشيح فرنجية، والبحث بأفكار وطروحات بديلة، يمكن من خلالها المساعدة في حل الأزمة المتفاقمة في لبنان، والاسراع بانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

لم يكتفِ الحزب بالتشبث بتاييد ترشيح فرنجية للرئاسة بعد مغادرة لودريان لبنان، محملا باثقال الافكار والرؤى التي تتعارض مع المبادرة الفرنسية السابقة، بل ذهب ابعد من ذلك، بدعوة الاطراف السياسيين المعارضين والمعترضين، على اسلوب فرض ترشيح فرنجية للرئاسة، الى الحوار والتوافق على القواسم المشتركة لانتخاب رئيس الجمهورية، وهو طرح لا يتوافق مع استمرار تأييد الحزب لترشيح فرنجية للرئاسة، باعتبار ان الدعوة للحوار على اسم مرشح باسلوب الفرض المسبق، لن يؤدي إلى الاتفاق المطلوب لحل الازمة، بل ستكون نتيجته الفشل الذريع والعودة الى الوراء.

فاذا كان حزب الله جادا بدعوته المعارضة والمعترضين ضد اسلوبه بفرض فرنجية مرشحا للرئاسة، وحريصا على بلوغ هدف التوافق والاتفاق، بامكانه ترجمة هذه الرغبة على أرض الواقع، من خلال فتح قنوات التواصل مع الأطراف السياسيين الاخرين، اما من خلال حلفائه بالمجلس النيابي او غيرها، وهي ممكنة وباسهل السبل، للتوصل الى الاتفاق على المرشح الرئاسي البديل، اذا صفت النوايا لتحقيق هذا الهدف، لتسريع خطى انتخاب رئيس جديد للجمهورية.

 

مخاوف من أن تكون دعوات الحزب للحوار تهدف الى إضاعة الوقت من دون طائل

 

اما إذا بقيت الدعوات المتكررة للحوار والتوافق، تطلق من قبل الحزب وحلفائه، بالمناسبات والمهرجانات، من بعيد لبعيد، دون أن تترافق مع خطوات عملية ملموسة، تجاه المعارضة، تزيل كل الشكوك القائمة، والمخاوف من التجارب الفاشلة لكل جولات الحوار السابقة معه، معناه ان التلطي وراء الدعوات العلنية للحوار والتوافق، ليست لتذليل عقبات إنهاء الفراغ الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية، بل هي مجرد اسلوب دعائي ظرفي، لإضاعة مزيد من الوقت بلا طائل، والاستمرار بتعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية مع ما يترتب على ذلك من تداعيات وانهيارات في مؤسسات الدولة اللبنانية، اما لارغام المعارضة والمعترضين، بالانصياع لرغبات الحزب والقبول بانتخاب فرنجية للرئاسة جراء مايحصل، او بانتظار مسار الصفقات الجاري هندستها اقليميا ودوليا، بين ايران حليفة الحزب والولايات المتحدة الأميركية والغرب عموما بالملف النووي وملحقاته، والاستقواء بنتائجها، لفرض مزيد من الهيمنة والترهيب على اللبنانيين.