IMLebanon

حراك فرنسي مدعوم من الفاتيكان لإحياء الحركة المسيحيّة

في ظل المؤشرات السلبية التي لا تزال تحيط بالاستحقاق الرئاسي ومع تنامي الخطورة على الحدود الجنوبية كما الشرقية وعودة الساحة الامنية الى التوتر بفعل التطورات الاخيرة، بموازاة التهديد الاسرائيلي باستحضار تجربة عدوان 2006، تبدو الحاجة اليوم اكثر من ملحة الى توافق محلي بين كل القوى السياسي المكونة لفريقي 8 و14 وتنسيق مسيحي – مسيحي للوصول الى تسوية رئاسية تسمح بتأمين الجبهة الداخلية وتحصينها في وجه الرياح الاقليمية. وفي رأي مصادر نيابية مسيحية محايدة فان الساحة اللبنانية لا تزال الحلقة الاضعف في الصراعات الدائرة ومرشحة لان تشهد عملية تصفية حسابات وذلك عشية بدء مرحلة التسويات في المنطقة. واذ اشارت الى البيئة الخصبة والحاضنة لتلقف تداعيات اي حدث بارز في المنطقة او حتى خارجها نتيجة التحالفات التي نسجتها القوى السياسية مع عواصم القرار الاقليمية والدولية، ركزت على ان الخروج من اطار الارتهان للخارج وتكبيل الاستحقاق الرئاسي بالارادات الاقليمية هو مهمة تقع على عاتق المسيحيين دون غيرهم. وعزت ذلك الى استمرار التباين الكبير حول النظرة الى الانتخابات الرئاسية والذي يغذي بدوره الشغور الرئاسي ان لم يكن يبرر قرارا خارجيا بتعطيل هذه الانتخابات حتى يحين موعد التسويات الكبرى في المنطقة.

واعربت المصادر النيابية عن قلق كبير جراء المخاطر الامنية اولا والاقتصادية ثانيا التي تهدد لبنان خاصة فيما لو اندلعت حرب اقليمية تكون شرارتها اعتداءات اسرائيلية على جنوب لبنان، مشيرة الى ان العدو الاسرائيلي يسعى الى الفتنة في لبنان ولا مجال لمواجهته سوى عبر الخروج من الانقسامات الوطنية والذي لن يتحقق عمليا الا عبر انتخاب رئيس للجمهورية خاصة ان اكثر من عاصمة معنية وحريصة على هذا الاستحقاق قد اعربت مباشرة وعبر موفديها الديبلوماسيين الى بيروت، عن اهمية حصول الاستحقاق الرئاسي. واضافت ان اكثر من وفد سياسي حزبي ونيابي زار العاصمة الفرنسية والمملكة العربية السعودية في الاسابيع الماضية، قد لمس هذا المناخ الايجابي تجاه الانتخابات الرئاسية.

وفي هذا السياق كشفت المصادر نفسها عن ان النواب المسيحيين بشكل خاص، قد لمسوا في الرياض خلال الاسبوع الماضي وعلى هامش زيارة التعزية بالملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، التصميم الكامل على مواصلة دعم لبنان عموما كما القيادات المسيحية في مساعيها لاجراء الاستحقاق الرئاسي بالدرجة الاولى. كذلك نقل هؤلاء عن القيادة السعودية الجديدة ان الاتصالات الاقليمية والدولية جارية في المرحلة الحالية، لتكريس مناخ التهدئة على الساحة اللبنانية الداخلية كما على الحدود الجنوبية، للحؤول دون حصول اي تطورات دراماتيكية تودي بلبنان الى مصير مجهول نتيجة المغامرات العسكرية التي قد تلجأ اليها اسرائيل في جنوب لبنان.

واضافت هذه المصادر انه بموازاة هذا الدعم للاستحقاق الرئاسي فقد سجلت ايضا خلال الاسابيع الماضية مساع فرنسية مدعومة من قبل الفاتيكان، لاعادة اطلاق مبادرة في سياق «تحرك رئيس دائرة الشرق الاوسط في الخارجية الفرنسية فرانسوا جيرو القـريب في المنطقة، وذلك بهـدف اعـادة هذا الاستحقـاق الى دائرة الضوء بعدما باتت الوقائع تشير الى اعتياد اللبنانيين بشكل خاص الفراغ في المركز المسيحي الاول في الدولة.