IMLebanon

الحراك الفرنسي: ادارة الشغور الرئاسي

لم يكن من المتوقع ان يتركز الحراك الفرنسي على بيروت مجددا بعد جولة اقليمية للديبلوماسية الفرنسية شملت الرياض وطهران، فالزيارة المرتقبة للرئيس فرانسوا هولاند بعد ثلاثة اسابيع الى لبنان تبدو مفاجئة للاوساط المحلية وان كانت تستعيد مشهد العلاقة الخاصة مع لبنان، بينما هي تحمل عنوانين اساسيين: الاول هو الاستحقاق الرئاسي المتعثر والثاني ازمة اللاجئين السوريين في لبنان والذين قررت عواصم اوروبية استقبال عدد محدود منهم.

وبرأي اوساط نيابية مواكبة للحراك الفرنسي الذي بدأ منذ اكثر من عام لاستشراف افق المشهد الرئاسي على الصعيدين المحلي والاقليمي وذلك بعدما بات شبه مؤكد، عدم وجود اي فيتو اميركي على اي من الاسماء المطروحة وتوازيا غياب المعارضة الاوروبية لوصول المرشحين المعلنين وغير المعروفين الى موقع رئاسة الجمهورية.

وعلى الرغم من ان حصيلة الجولات التي قام بها وزير الخارجية الفرنسي رولان فابيوس، فان الاوساط ربطت ما بين زيارة الرئيس هولاند والتطورات المستجدة على مستوى العلاقات الفرنسية – الايرانية، والتي تنبئ بوجود تحولات محدودة في الموقف العام من التسوية اللبنانية، وان كان جزء كبير منها ما زال مرتبطا بالحرب الدائرة في سوريا، وقالت هذه الاوساط ان ما جرى تداوله على الساحة اللبنانية من امكان حصول انفراج، «رئاسي» خلال الخريف المقبل وتحديدا بعد اقرار اتفاق البرنامج النووي الايراني في الكونغرس الاميركي.

وفيما لا تعير الاوساط النيابية اي اهتمامات للعناوين الجانبية التي سيطرحها الرئيس الفرنسي والمتعلقة بدعمه في استقبال ورعاية مئات الالاف من النازحين السوريين، اكدت انه سيركز من الناحية العملية على ابراز استعداد بلاده لاستقبال نحو عشرين الفا منهم فقط، وبالتالي فإن المواقف الاخرى المعلنة من ادارته منذ انتخابه رئيسا لفرنسا سيكررها في بيروت ويعلن مجددا حرص فرنسا على اجراء الانتخابات الرئاسية وعلى استقرار لبنان ولكن مع اضافة عنصر جديد على الخطاب الفرنسي وهو الاشادة بحراك هيئات المجتمع المدني والتأكيد على وجوب الحفاظ على وجه لبنان الديموقراطي خصوصا في ضوء التحولات الخطيرة التي تشهدها المنطقة ومن دون اغفال الدعم الواضح للحوار الوطني الذي سبق وان شجعته باريس عندما طرح الرئىس نبيه بري مبادرته الحوارية امام الديبلوماسيين الاوروبيين في بيروت.

وفي سياق متصل، لم تلحظ الاوساط النيابية نفسها وجود توقعات او آمال جدية لدى ادارة الرئيس هولاند كما لدى المسؤولين اللبنانيين بالقدرة على فتح نافذة ضوء في الاستحقاق الرئاسي، الذي يبقى مقفلا بانتظار فتح النقاش الاقليمي بشكل موسع على طاولة التسويات في المنطقة. وكشفت في هذا المجال ان تشجيع عواصم القرار الغربية والاقليمية على الحوار في مجلس النواب للوصول الى تسويات تؤمن الحفاظ على الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والامني بعد التحركات الشعبية الاخيرة يعكس اتجاها لدى هذه العواصم على وجوب الابقاء على المعادلة الداخلية الحالية والمتمثلة بالابقاء على الحكومة من جهة وحماية الوضع الامني من جهة اخرى وبالتالي تقطيع الوقت وادارة الازمة المتمثلة بالشغور الرئاسي حتى اشعار اخر.