في العام 1918، مات اكثر من ثلث عدد سكان جبل لبنان، على ايام الاحتلال التركي، ويومذاك تعددت اسباب موت هذا العدد الكبير من اللبنانيين، لكن السبب الاساس كان الاحتلال التركي الذي حكم لبنان بالحديد والنار، وأغلق الموانىء اللبنانية لمنع وصول المواد الغذائية للشعب اللبناني، وساق آلاف الشباب اللبنانيين الى الخدمة العسكرية، ومات معظمهم، وكبرت المأساة بغزو الجراد لبلدات وقرى جبل لبنان والمناطق القريبة منه، فمات عشرات الالوف جوعا، انضموا الى قافلة الشهداء الذين اعدمهم الاحتلال في بيروت وعاليه.
* * * * * *
بماذا تختلف سلطة الاحتلال التركي عن السلطة التي حكمت لبنان أثناء الهيمنة السورية، وبشكل محدد منذ ما يزيد على اربع سنوات ؟ فساد، اضطهاد، محسوبيات، قتل، اعتقالات، تعذيب، فقر، جوع، أمراض، وكورونا مميتة، من هنا قلت إن التاريخ يعيد نفسه، ان لم يكن بالشكل، فالمضمون حاضر بقوة في ظل سلطة هذه الايام.
* * * * * *
في مقارنة تفرض نفسها على الشعب اللبناني حول الانتداب الفرنسي على لبنان، والاستقلال الذي ننعم به بفضل نضال آبائنا وجدودنا، واسأل اللبنانيين، اذا خيّرتم بين الانتداب الفرنسي، كيفما كان، وبين السلطة الوطنية الحاكمة، من تختارون، الانتداب الذي كان او الاستقلال في هذه الايام البائسة، ولكم أن تقارنوا بين حسنات الانتداب وسيئاته وبين حسنات هذه السلطة وسيئاتها، وانا على ثقة أن حسنات الانتداب ستكون «طابشة».