دخل لبنان في طريق اللاعودة إلى ما كان الوضع عليه قبل السابع عشر من أيلول، ولهذه الغاية فالمعلومات تشي بأن القرار الإسرائيلي متخذ لتدمير البنية التحتية لحزب لله عسكرياً وعلى كافة المستويات، وبناء عليه فإن تحرّك الدبلوماسية يذكّر بما سبق وحصل في غزة، عندما كانت هناك لقاءات في الدوحة والقاهرة، وحراك ديبلوماسي من وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية أنتوني بلينكن وسواه، إلّا أن الحرب استمرت ودمّرت غزة على إيقاع الدبلوماسية الدولية، لاحتواء الوضع والوصول إلى هدنة وتبادل الأسرى والرهائن، وهذا السيناريو يتكرر في لبنان، وفق ما يشير أكثر من مسؤول.
وتؤكد التقارير الديبلوماسية الغربية، بأن المساعي لوقف إطلاق النار مستمرة والدور الفرنسي سيكون في الطليعة، لا سيما أن الرئيس ايمانويل ماكرون وعد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، خلال تواجده في نيويورك وبعد لقائه به، بأن باريس ستهتم بلبنان بشكل لافت وخصوصاً العمل على وقف إطلاق النار، وإرسال المساعدات الإنسانية والطبية، وهذا ما حصل من المساعدات التي وصلت إلى مطار بيروت، إضافة إلى أن وزير الخارجية الفرنسية في العاصمة اللبنانية يقوم بدوره واتصالاته.
وينقل أنه لا يمكن القيام بأي دور دون التنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية، حيث لها الكلمة الأولى والفصل.
ولهذه الغاية يتواصل ماكرون مع الرئيس الأميركي جو بايدن، إلّا أن الوضع الحالي في واشنطن، بأن الدعم للعدو الإسرائيلي مستمراً على أعلى المستويات عسكرياً ومادياً، وخصوصاً أن اللوبي اليهودي عنصر أساسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية، ورئيس وزراء العدو يستفيد من ارتفاع منسوب دعمه من الرأي العام وحكومته عقب هجماته في غزة ولبنان، أضف إلى العامل الأبرز، ألا وهو «قبة الباطل الأميركية» على مختلف الصعد.
لذلك لبنان يعيش حرباً حقيقة وليس هناك أفق ما يؤكد بأنها ستتوقف في هذه المرحلة، إذ كل الاحتمالات باتت واردة وكل السيناريوهات البرية والجوية والبحرية متوازية، ما يعني القرار الدولي لوقف الحرب سيستغرق وقتاً طويلاً، وتجربة غزة لا زالت ماثلة للعيان، لذلك ثمة معلومات تؤكد بإتخاذ تدابير داخلية من أجل ضبط الوضع محلياً، تجنّباً لدخول طوابير تهدف إلى الفتن في ظل الشائعات والأجواء غير الطبيعية التي يمرّ بها البلد في هذه المرحلة الاستثنائية، واستمرار الحرب بشكل غير مسبوق.