“نحن اليوم أمام فرصة تاريخية”
فور سريان وقف إطلاق النار، سارعت فرنسا إلى إرسال مبعوثها جان إيف لودريان إلى بيروت حيث عقد لقاءات شملت عدداً من المسؤولين والقادة السياسيين وتركّز النقاش فيها حول التطورات العسكرية مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الأربعاء الماضي. كما تركز على الاستحقاق الرئاسي والمساعي الخارجية المستمرّة لمساعدة لبنان على حلّ أزمة الشغور بأسرع وقت ممكن.
وفي خلال اللقاءات التي أجراها، طرح الموفد الفرنسي أمام الفرقاء السياسيين خطة من أربعة بنود بحسب المصادر الفرنسية المتابعة لجولات لودريان لـ “نداء الوطن”. والبنود الاربعة هي: انتخاب رئيس للجمهورية، تعزيز تسليح الجيش اللبناني، إعادة الإعمار، وضرورة إجراء حوار دستوري لإعادة تفعيل اتفاق الطائف للوصول إلى صيغة فعّالة للنظام اللبناني.
وبحسب المصادر، يستطلع لودريان الآن الآراء السياسية بغرض الوصول إلى حل سياسي يكون استكمالاً للحل العسكري. وأشارت المصادر إلى أن الملف الرئاسي يتم بحثه حاليا، لا سيما مع إعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري تعيين جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية في التاسع من كانون الثاني المقبل.
ومن المقرر أن يستكمل لودريان لقاءاته السياسية اليوم، على أن تشمل الصرح البطريركي في بكركي. وسيمتنع لودريان عن التصريح خلال زياراته، بغرض إنجاح المشاورات الحاصلة، على أن تُختتم بمؤتمر صحافي يعقده في قصر الصنوبر في بيروت.
موقف “القوات اللبنانية”
من جهتها، أكدت مصادر “القوات اللبنانية” لـ “نداء الوطن” أن “الجانب الفرنسي يرى أن الطريق معبّد أمام الحلول في ما يخص إعادة بناء الدولة”. وقال لودريان أمام جعجع في معراب: “اليوم نحن أمام فرصة تاريخية”.
وأشارت المصادر الى أن المبادرة الفرنسية السابقة لم تعد قائمة، ويجول الفرنسي حالياً بمبادرة جديدة، وقد شرحت “القوات” موقفها أمام لودريان، مطالبةً بأن تكون جلسة انتخاب الرئيس التي دعا إليها بري “مفتوحة بدورات متتالية لكي تكون الدعوة صادقة وتنهي الشغور الرئاسي. وفي حال عدم التفاهم، الذهاب إلى انتخابات وفق القانون والدستور”.
وشددت المصادر على أنه لم يتم خلال لقاء معراب طرح أي من الأسماء المتداولة إعلامياً للرئاسة الاولى. وقالت “الحكومة أقرت اتفاق وقف إطلاق النار، وكان “حزب الله” من ضمن الأطراف في الحكومة التي وافقت على الاتفاق بغرض إعادة الاعتبار للدولة اللبنانية، ولا يتعلق هذا الاتفاق بالقرار 1701 فحسب، بل يتعلق ايضاً بالقرارات الدولية الأخرى مثل 1680 و1559، وهذا ما سيشرحه رئيس “القوات” اليوم بعد الاجتماع الاستثنائي لتكتل الجمهورية القوية”. وقد دام اللقاء ساعة من الوقت ووُصف بـ “الإيجابي”.
في الخلاصة، بات الجانب الفرنسي متحمساً لاستكمال دوره السياسي الذي بدأه قبل الحرب. ويعني الإصرار على دورات متتالية للجلسة النيابية المقبلة، وانتخاب رئيس جديد حتماً. فهل تتلقف القوى السياسية هذه المبادرة الدبلوماسية؟ أم أن الفرصة ليست سانحة بعد؟