كنت في لقاء مع مرجع سابق نتناول المسألة الرئاسية عندما رنّ جرس الهاتف لأتبين أن المتصل، على الطرف الآخر من إحدى العواصم الأوروبية هو صديقي الديبلوماسي الأوروبي الغربي الذي أعرف أن صداقة غابرةً جمعته مع المرجع المشار إليه أعلاه. وبناء على رغبة الاثنين معاً، وضعت «السبيكر» وتحول اللقاء الى ثلاثي وتركز، كالعادة عموماً، على المسألة الرئاسية عندنا.
استهلّ الديبلوماسي الأوروبي كلامه بسؤال موجّه الى المرجع السابق: في تقديرك ما نسبة احتمال نجاح الحوار بين الوزير جبران باسيل وحزب الله؟ فأجاب: إذا كان الهدف من الحوار وقف انهيار العلاقة بين ميرنا الشالوحي وحارة حريك، فقد حقق غايته، أما الى ما يتعدى ذلك فالنسبة، في تقديري، هي أربعون في المئة نجاحاً وستون في المئة فشلاً.
فعلق الديبلوماسي الأوروبي الغربي قائلاً: أنا لا أرى كبير أمل في النجاح. تعرفان أنني أتابع الأوضاع اللبنانية بأدقّ تفاصيلها وقد زودني مكتبي (بالمناسبة هو لا يزال في موقع رسمي بارز في وزارة خارجية بلده) بمقدّمات أخبار الأقنية التلفزيونية عندكم، وقد لفتتني الحملة التي تستهدف السيد جبران باسيل منذ نحو عشرة أيام من دون توقف. صحيح أن الثنائي الشيعي ليس حزباً واحداً، ولكنه على تفاهم وتنسيق في كل ما يتعلق بخوض معركة مرشحه سليمان فرنجية، ولم يصدر حتى الآن أي موقف علني من السيد نبيه بري تأييداً لشرط باسيل الثلاثي (اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة، والصندوق الائتماني، والإصلاح)، فحتى لو افترضنا جدَلاً أن حزب الله مشى بمطلب باسيل فسيكون ذلك مجرّد حبر على ورق. وبعد، فهل سيقبل رئيس التيار الوطني الحر بذلك؟
أجاب المرجع: تناهى الى مسمعي أن الوزير باسيل يقبل بورقة موافقة موقّعة من الحزب، وستكون بمثابة مخرج للجميع من المأزق.
قال الديبلوماسي: أنا لا أستبعد توزيع الأدوار بين أمل والحزب، وهذا يرفع التحرّج عن الحزب.
وتناول البحث الزيارة المتوقع أن يقوم بها خلال أيام الموفد الرئاسي الفرنسي جان – إيف لودريان الى لبنان. وفي تقدير الديبلوماسي الأوروبي الغربي أن المعلومات المتوافرة في قصر الإليزيه لا تشجع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ولا تنقله من «شكوك الظلمة الى يقين الأمل». والتفاصيل لا تتسع لها هذه العجالة.