IMLebanon

الدور الفرنسي؟

 

درجتُ على أن أضع قراء «شروق وغروب» في أجواء صديقي الديبلوماسي الأوروبي الغربي كما نتداولها معاً مرة أو مرتين أسبوعياً، لا سيما ما كان منها ذا صلة بشؤون لبنان وشجونه. ولقد لمست اهتماماً كبيراً من القارئ بدليل الاتصالات التي أتلقاها، باستمرار، تعقيباً على ما يقدمه الصديق، وهو الديبلوماسي العريق الذي يكنّ لوطننا حباً مقيماً، وهو يعرف هذا البلد معرفة دقيقة، وطالما أمضى فيه إجازاته الإدارية، وكثيراً ما شهد له ودافع عنه أمام مراجعه العليا.هذه المرة شاء أن يكون الاستحقاقُ الرئاسي موضوعنا إذ بادرني بسؤال عما يتوقع الرأي العام اللبناني حول مصير الانتخابات الرئاسية، هل يظن الناس أنها ستُجرى في موعدها، أو أنها ستؤول إلى التأجيل فالفراغ كما حصل قبل انتخاب كلٍّ من العمادين ميشال سليمان فميشال عون؟

 

أجبته أنني لا أدّعي معرفةً دقيقة بتوجّه الرأي العام اللبناني، إلا أن ما يطفو على سطح الصورة يشي بكثيرٍ من التشاؤم، فلدى الناس مخاوف مشروعة من الوقوع في الفراغ الرئاسي، وهذا لا يحتاج إلى دراسات واستطلاعات رأي ليبدو جلياً. أضف أن الناس كفرت بكل شيء جراء الأزمة الاقتصادية – المالية – الاجتماعية (…) ولم تعد أكثرية الشعب اللبناني معنية سوى بتأمين لقمة الكرامة. أما المعطيات المتوافرة لي شخصياً فتشير إلى أن الاحتمالين متساويان بين إجراء الانتخابات قبل انتهاء عهد الجنرال عون والوقوع في الفراغ بعده. وتحدثنا بإسهاب في المعطيات الداخلية، ذات الصلة، والتي تراوح بين الداخلي والخارجي، بما فيه الإقليمي، وأيضاً بدور التنقيب عن الغاز والنفط واستخراجهما، ونظرية «توازن الرعب» في المسألة الأخيرة…

 

وقال: سجل عندك الآتي:

 

أولاً – سيكون لفرنسا دور مهم في الاستحقاق الرئاسي عندكم. وإذا كانت أكثرية الناخبين قد خذلت ايمانويل ماكرون في انتخابات الجمعية العامة (البرلمان الفرنسي) فإن الثقة الأوروبية – الأميركية لا تزال لمصلحته، أقله لأن موقعه في قصر الاليزيه يبقى أقل اهتزازاً من موقع جو بايدن في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، وبالتأكيد أكثر ثباتاً من الساكن في 10 داوننغ ستريت في لندن إلخ…

 

ثانياً – إن باريس معها «شبه تعهد» (حول لبنان) عكس ما كان عليه الوضع عندما أسقط دونالد ترامب مبادرة ماكرون الأولى التي كشف خيوطها مع القيادات في قصر الصنوبر في بيروت. ومعها أيضاً أكثر من تفاهم وأقل من اتفاق مع الرياض. وتحظى بـ»قبول» من طهران، وبعدم ممانعة من الجانب الإسرائيلي…

 

ثالثاً – فرنسا ليست مع أي مرشّح من الساسة التقليديين، و«ليست مغرمة بمدّعي الثورة لأنها تملك كماً هائلًا من المعلومات عن معظمهم» (ليأذن لي القارئ ألّا أضيف أي كلمة في هذه النقطة).

 

رابعاً – هناك اسمان صاحباهما غير تقليديَّين وهما (… و…) احفظهما جيداً، وسيكون لنا المزيد من الحوار في هذه النقطة. ولن اذكر الاسمين ولا أيّاً من مواصفاتهما، حرصاً عليهما من الحريق، علماً أن المحرقة متوهجة وعلى استعداد لالتهام المزيد من المرشحين.