Site icon IMLebanon

التسوية قريبة وحتميّة… ودور فرنسي متقدّم على خطّ الحلول

بدأت المخاوف من دخول لبنان في المجهول تتفاعل، لا سيما أن بعض المرجعيات الحزبية المخضرمة، لا تخفي معلوماتها وما لديها من معطيات وأجواء حول حصول اضطرابات أمنية وتفلّت الشارع من دون أي ضوابط على خلفيات متعدّدة، إقتصادية ومعيشية ومن ثم رئاسية، وتدعو هذه المصادر إلى ضرورة قراءة ما قاله قائد الجيش العماد جوزاف عون خلال تكريم فوج الهندسة في الجيش، فله دلالات كثيرة في هذه المرحلة شكلاً ومضموناً، في رد على استهداف هذه المؤسّسة الوحيدة المتبقية، والتي تمسك بالسلم الأهلي، على الرغم من كل الصعوبات التي تعانيها، وتحديداً على المستويات الإجتماعية.

وبالتالي، ينقل عن هذه المرجعية الحزبية، أنها في أجواء معطيات تشي بأن رئيس الجمهورية العتيد قد ينتخب “على الحامي”، بعدما يصل الانهيار المتمادي إلى أقصاه، وعندئذ ستأتي التسوية، وينتخب الرئيس، وستكون على غرار ما جرى قبل تسوية “الدوحة” وبعدها، ولكن، ونظراً الى لانهيار الكبير الذي تشهده الساحة الداخلية، فإن المجتمع الدولي أو الدول الخمس التي اجتمعت في باريس تعمل على حلول أكبر من تسوية “الدوحة”، وهذا ما يجري العمل عليه حالياً، بحيث ينقل عن المتابعين والمواكبين، أن هناك اتصالات ولقاءات تحصل بعيداً عن الإعلام، فيما يقوم الفرنسيون بدور كبير على أعلى المستويات، درءاً لأي سقوط للبنان في فوضى عارمة، وبناءً عليه، فإن الديبلوماسية الفرنسية تسعى جاهدة بألا يطول الشغور الرئاسي، لأنه من شأن ذلك أن يفاقم من حجم الانهيارات الداخلية.

ولهذه الغاية، علم أنه، وفي خلال اليومين المنصرمين، جرت اتصالات بين الفاتيكان وباريس، وكذلك بين الكرسي الرسولي وواشنطن من أجل الإسراع في انتخاب الرئيس، ولهذا، فالحراك والمساعي الجارية على أعلى المستويات، تهدف إلى فرض تسوية على الأطراف اللبنانية، ومن غير المستبعد أن يكون ذلك في غضون الأسابيع المقبلة، نظراً الى دقة الوضع الداخلي والمخاوف من الوصول إلى ما هو أخطر بكثير مما يمر به لبنان اليوم سياسياً وأمنياً واقتصادياً، لا بل ان بعض النواب المخضرمين، يؤكد لزواره أن التسوية باتت مسألة وقت، إذ هناك اتصالات تجري بين جهات عربية وخليجية مع إيران، على أن تتوضح الأمور في وقت ليس ببعيد، وبعدها ربما تكون هناك زيارات لوفد الدول الخمس إلى بيروت، لتبليغ رئيس المجلس النيابي بهذه التسوية، في حال لم يحدث أي تطورات تعيق إعلانها.

وربطاً بما يشهده البلد من أحداث متسارعة مالياً واقتصادياً، إلى ما يحصل في الشارع، فالأجواء تنبئ بأن انتخاب الرئيس لن يطول أمده كما يعتقد البعض، وما تسارع وتيرة الأحداث في الشارع والتدهور المريب للعملة الوطنية، إلاّ استباق للحل تجنباً للسقوط الكبير، حيث أضحت كل الأطراف غير قادرة على الإمساك بزمام الأمور، ولهذه الغاية يتوقع، وفق المتابعين والمطلعين على ما يجري، بأن تحصل مفاجآت إن على صعيد التسوية أو سواها في وقت ليس ببعيد، ولكن وكما يردّد رئيس المجلس في مجالسه “ما تقول فول تيصير بالمكيول، وذلك مردّه إلى تجارب سابقة. وفي المحصلة، فإن القلق يبقى قائماً لا سيما إذا ارتفعت وتيرة التحرّكات في الشارع، وحصل ما لا يحمد عقباه.