Site icon IMLebanon

دور فرنسي مرتقب في ترتيب صفقة التسوية؟

 

يعيش لبنان مرحلة صعبة على كل المقاييس السياسية والاقتصادية، ولكن القلق الأكبر يتمثل في عودته ساحة في ظل الصراعات الإقليمية القائمة حاليًا وخصوصًا بعد عملية الاعتداء الإسرائيلي على الضاحية من خلال الطائرتين الاستطلاعيتين المسيرتين وحيث دخل لبنان مجددًا في خانة القلق والمخاوف مما قد يحصل لاحقًا في ظل التهديدات الإسرائيلية وترقب الرد على سقوط الطائرتين في المقر الإعلامي المركزي لحزب الله، لكن ما يبعث على الارتياح ما يتمثل بهذا التضامن من كل الأفرقاء السياسيين والذي شكل وحدة وطنية في مواجهة التهديدات الإسرائيلية وتحديدًا الالتفاف حول الجيش اللبناني الذي تصدى لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية مما يُثبت قدرته على مواجهة كل أشكال التحديات الإسرائيلية والإرهابية بحيث بات الجيش يتمتع بقدرات قتالية وثمة إجماع دولي على هذه المسألة.

 

أما على صعيد الاتصالات الديبلوماسية، فإنّ لبنان بات في استنفار شامل وتحديدًا من خلال الدور الذي يقوم به رئيس الحكومة عبر صداقاته وعلاقاته الدولية ولاسيما الخط المباشر المفتوح مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، ومن هذا المنطلق قال الحريري «اطمئنوا» ما يؤكد أن لديه معطيات بأن إسرائل لم تقدم على عمل عسكري كبير على غرار حرب تموز 2006، وعليه إن اللقاءين الديبلوماسيين في السراي الكبير مع سفراء الدول الكبرى إلى السفراء العرب لهما دورهما وأهميتهما في هذه المرحلة، ولكن يبقى أن الصداقات والعلاقات مع بعض دول القرار فهي مؤثرة في هذه الظروف والمرحلة خصوصاً ما يقوم به الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من اتصالات مكثفة على هذا الصعيد ولاسيما اللقاء مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على هامش قمة الدول السبع التي انعقدت في فرنسا مؤخراً، لذلك ثمة كثافة ديبلوماسية تجري على مستويات عديدة عربياً وأوروبياً ودولياً وتحديداً على خط واشنطن وباريس، مما يبقي الأمل قائماً في تجنيب لبنان أي حرب جديدة في ظل الظروف الصعبة التي يجتازها على كافة المستويات وتحديداً الاقتصادية والمالية منها.

 

ان الوحدة الداخلية كما تشير أكثر من جهة سياسية لها دورها وأهميتها في هذه المرحلة، وما يبعث على وجود أجواء مريحة تمثل في اللقاءات المكثفة التي قام بها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في المقر الرئاسي الصيفي في بيت الدين والتي كان لها مردودها الإيجابي بعد أحداث البساتين في ظل التواصل مع سائر القوى السياسية المؤثرة وفي طليعتها الحزب التقدمي الاشتراكي والفاعليات الشوفية والجبلية، وتلك اللقاءات ستُستكمل في قصر بعبدا بعد عودة رئيس الجمهورية إليه، وصولاً إلى دورَي رئيسي المجلس النيابي والحكومة، ما يدل على أن الظروف الداخلية باتت مؤاتية للتوافق على ملفات خلافية عالقة في مجلس الوزراء منذ فترة ولاسيما التعيينات القضائية والأمنية والإدارية، فكل هذه المؤشرات والمعطيات من شأنها أن تسهم في تمتين الجبهة الداخلية لمواجهة أي احتمالات قد تحصل في ضوء القلق على خلفية ما جرى من اعتداء إسرائيلي، وهذا ما سيظهر في وقت ليس ببعيد حيث الجميع في حالة ترقب مقرونًا بذلك باتصالات ديبلوماسية بلغت ذروتها في الساعات الماضية.