يبقى أن الجلسة الحوارية الأولى بين تيار المستقبل وحزب الله كان لها المردود الإيجابي في مرحلة الأعياد وكانت بمثابة عيديّة لكلّ اللبنانيين، وتشير مصادر في تيار المستقبل الى أن الرئيس سعد الحريري، وخلال مقابلته المتلفزة منذ أسابيع قليلة، رسم خارطة طريق لكل العناوين السياسية ومن ضمنها ماهية الحوار مع حزب الله، وبمعنى أوضح لم يبدّل مواقفه ولم يقل إننا تخلّينا عن مطالبتنا بانسحاب حزب الله من سوريا، اضافة الى دعوته لجميع القوى السياسية لانتخاب رئيس للجمهورية اليوم قبل الغد. وهنا، تقول المصادر ان الجلسة الافتتاحية كانت منطلقاً للياقات والمجاملات وإصرار الفريقين على ولوج حوار بنّاء خصوصاً أن المحاورين لهم باع طويل في إدراك كل ما يُحيط بالبلد بصلة الفريقين على ولوج حوار بنّاء خصوصا أن المحاورين لهم باع طويل في إدراك كل ما يحيط بالبلد بصلة ومدير مكتب زعيم تيار المستقبل السيد نادر الحريري على بيّنة واضحة من كل الملفات كونه مطّلعاً على كل الأمور في ظلّ مواكبته للحريري في كل شاردة وواردة.
ولفتت مصادر متابعة لملف الحوار ان هذا الحوار لن يُنتج رئيساً للجمهورية في وقت قريب، كذلك إنه لن يسحب حزب الله من سوريا والذي يقاتل الى جانب النظام السوري، ولن يغيّر من نظرة الحزب تجاه المحكمة الدولية وتسليم قتلة الرئيس الشهيد في حال وصلت الأمور الى القرار الظنّي على ضوء أعمال المحكمة في لاهاي، ولكن الأهم يكمن في النتائج لا سيما وأن ما جرى في الدوحة لم يكن مشجّعا بعد نسف التسوية من خلال إسقاط حكومة الحريري، الى أمور كثيرة جرت لم تكن مشجعة وإنما المرحلة الراهنة جدّ مفصلية على كافة المستويات، فهناك حروب ممتدة من اليمن الى العراق وصولا الى سوريا وما يجري في القلمون وعرسال وانقسام سنّي – شيعي واضح المعالم على ضوء ما يحصل في سوريا من تدخّلات اقليمية من ايران وحزب الله ودعمهما للنظام، الى تجربة نوري المالكي السيئة في العراق، تاليا في لبنان انقسامات عامودية وخلافات وتباينات وفراغ رئاسي ما يستدعي هذا الحوار خلاصته وعنوانه الأساسي تنفيس الاحتقان السني – الشيعي، وهذا ما يؤدّي قسطه للعلى في هذه الظروف البالغة الحساسية.
أما لماذا لن يؤدّي الحوار الى انتخاب رئيس او حلحلة الملفات الخلافية المشار اليها، تقول المصادر ان المعلومات المستقاة من مراجع لها وزنها تؤكّد أن مهمة الموفد الفرنسي جان فرنسوا جيرو تفرملت والفرنسيين توقفت مساعيهم حول الاستحقاق الرئاسي بعد زيارة جيرو لطهران وصعوبة المهمّة والتعقيدات المحيطة بها، وبمعنى أوضح ليس في هذه المرحلة من رئيس للبلاد الى حين أن تعاود باريس اتصالاتها في حال لمست أن هنالك ما يؤدّي الى حلحلة، وبالتالي انتخاب الرئيس العتيد. اضافت، وهنا الأهم، أن حوار حزب الله والمدعوم إقليمياً حيث أكدت المصادر أن الرياض تبارك وتدعم اي حوار بين اللبنانيين ان بين حزب الله وتيار المستقبل وعلى المستوى الوطني العام، ولكن هذا الحوار الذي انطلقت جولته الاولى، وظيفته في هذه المرحلة تهيئة المناخات الملائمة على الساحتين السنية والشيعية للتهدئة ومن ثم تُبحث كل الملفات في سياق جولات متتالية، بينما مسألة انتخاب الرئيس وعودة حزب الله من سوريا، فهذه أمور لها خلفيات اقليمية وحلّها يأتي في هذا السياق أي تهيئة المناخات والأجواء الاقليمية وتقارب الرياض وإيران وتوفّر الغطاء الدولي، فذلك ما يسهّل انتخاب رئيس للجمهورية، في حين أن العناوين الأخرى المتصلة بالحرب السورية ومشاركة هذه الدولة وتلك او هذا الطرف وذاك فهذا الموضوع مرتبط ايضاً بالمعطى الراهن في المنطقة وما ستصل اليه الحرب في سوريا ومواقف الاطراف الاقليمية والدولية.