«الخرطوشة الأخيرة « لفرنسا في ملف تشكيل الحكومة قبل سحب هذا التكليف من يديها في حال فشل وزير خارجيتها جان لودريان خلال زيارته الى بيروت في ٥ أيار بايجاد الحل لمشكلة التأليف، حيث سينتقل الملف عندها إلى مساعد وزير الخارجية الأميركي الجديد الذي يستعد لتسلم مهامه قريبا، ولهذا فإن زيارة المسؤول الفرنسي ستكون حاسمة وليست كسابقاتها خصوصا ان لودريان يجري حاليا اتصالات مع مسؤولين أميركيين وايرانيين وسعوديين قبل وصوله إلى بيروت واطلع على نتائج لقاءات موسكو واتصالات القاهرة في ظل التوافق بين فرنسا وموسكو والقاهرة على دعم سعد الحريري فيما واشنطن والرياض يدعمان اعتذار سعد الحريري وتكليف نواف سلام، اما إيران فهي مع من يرشحه السيد حسن نصرالله الداعم لعودة الحريري، و»سبحان مين بغير الأحوال» مع انقلاب المشهد السياسي وظهور مشكلة التأليف وكأنها صراع بين قوي ٨ آذار مع تأييد الثنائي الشيعي وصولا إلى فرنجية والقومي والطاشناق لسعد الحريري، فيما أرسلان يغرد خارج السرب بوقوفه مع عون وباسيل وبعض الاحزاب الموالية لسوريا ضد الحريري، اما القوات اللبنانية مع الطرح الأميركي السعودي الداعم لنواف سلام، وهذه أمنية جنبلاط أيضا لكنه لا يعارض التسوية اذا رست على الحريري لان «المهم نخلص»، اما الكتائب فهي» خارج السَمع».
وحسب مصادر متابعة، فإن لودريان يأتي حاملا «العصا» بوجه المعرقلين ملوحا بلائحة من ٤٦ اسما بينهم سياسيون ورجال اعمال واعلاميون وأصحاب مصارف» بالويل والثبور وعظائم الأمور» وهو سيرمي بكل ثقله لتأليف الحكومة لان» سمعة» فرنسا ودورها التاريخي و»امومتها « في لبنان على المحك. وسيسعى لتشكيل الحكومة قبل ١٥ أيار وبدء تنفيذ قرار رفع الدعم عن المحروقات والطحين والادوية من قبل مصرف لبنان بعد أن أبلغ رياض سلامة القوى المحلية والدولية ان لا قدرة لدى مصرف لبنان على الدعم بعد ١٥ أيار، وهذا الاجراء سيترك تداعيات كبرى وفوضى عارمة. وبالتالي فإن لودريان سيرمي بكل اوراقه لفرض التأليف والا العقوبات بدعم من الاتحاد الأوروبي، رغم ان مصادر متابعة للتأليف تجزم بأن التهديد بالعقوبات الفرنسية ليس إلا قنابل صوتية او دخانية لن تغير شيئا اذا بقي تعنت القوى الداخلية خصوصا انه حتى هذه اللحظة كل فريق متمترس وراء طروحاته ولن يكون المبادر إلى تقديم التنازلات في ظل حرب «حياة او موت» بين بعبدا وبيت الوسط حيث لم تؤد كل التمنيات المحلية والدولية بتراجع عون والحريري.
وبالتالي وحسب المصادر المتابعة، فإن طريق الحل الفرنسي ليست» مفروشة بالورود « اذا لم يتجاوب باسيل والحريري، ومن يعتقد من اللاعبين المحليين والدوليين انه يستطيع من خلال الضغط الحصول على تنازلات من قبل الرئيس عون خارج سياق التوافقات فهو مخطئ جدا، ولن يتنازل الرئيس عون للحريري وغير الحريري مهما بلغ الضغط الفرنسي وحملات القوى الداخلية التي لم تستطع ان تاخذ شيئا من الرئيس عون خارج قناعاته، واذا كان بري والحريري وفرنجية وغيرهم من الأطراف يعتقدون ان عون يتراجع من خلال الضغوط فهم مخطئون، ولو جاء العالم كله إلى لبنان، وهذه المسألة يجب أن يضعها الفرنسيون والحريري في حساباتهم، والحريري ليس الاقوى حاليا وهو أيضا مصاب «بندوب» سياسية عميقة َمن الرياض اولا، وهذا الأمر لا يسمح له بفرض شروطه ويجب أن يطلب «السترة» ولولا حزب الله لكان الان «مزلطا» وبدون اي غطاء داخلي و»سهل المنال» للجميع.
ولذلك وحسب المصادر المتابعة، فإنه حتى الآن كل الحلول مقفلة ولو طار البلد والمخرج المقترح بأن يكون هناك وزير مسيحي «ملك» من حصة الثنائي الشيعي قد سقط، في ظل رفض التيار الوطني تكرار تجربة عدنان السيد حسين الشيعي الذي سماه الرئيس سليمان من حصته المسيحية وانقلب عليه واسقط حكومة سعد الحريري لحظة دخوله البيت الأبيض للقاء أوباما بقرار من الثنائي الشيعي.
الأزمة مفتوحة، ولا حكومة في الافق، وربما الجميع ينتظر نتائج الحوار الإيراني – الأميركي، رغم ان حزب الله بلسان الشيخ نعيم قاسم أكد ان العراقيل داخلية.