IMLebanon

لا مبادرة فرنسية – سعودية دولية بشأن لبنان

 

أي تواصل بين الرياض وطهران باب للحل

 

 

“مؤسف ما تشهده الساحة السياسية اليوم بين أطراف لبنانية معارضة حول عدم التوافق او اختيار شخصية سياسية جامعة مقبولة من الجميع لرئاسة الجمهورية.” هذا الكلام عبر عنه مرجع ديبلوماسي عربي في العاصمة الفرنسية ردا على اتصال مع “الشرق” وسؤاله عما يتعلق بالإتصالات الجارية دوليا، إقليميا وعربيا للاتفاق على اسم لرئيس للجمهورية.

 

المصدر الديبلوماسي الذي رفض الإفصاح عن اسمه كشف ان لا مبادرة فرنسية، ولا عربية، ولا حتى دولية يتم التحضير لها تتعلق في لبنان، لكن هناك مروحة من الاتصالات الدولية المكثفة تقودها جهات دولية وعربية عدة للتوصل إلى قواسم مشتركة لحل الأزمة القائمة. وقال: إن كل اللقاءات التي تحصل على هامش الاجتماعات الخارجية عربية كانت او دولية، لا تخلو اطلاقا من عرض الازمة في الشرق الاوسط والعراقيل التي تحول دون التوصل إلى التسويات المطلوبة لحل الكثير من القضايا العالقة، ومن بينها الازمة اللبنانية.

 

واعتبر أن الحوارات والاتصالات التي تقوم بها فرنسا في هذه الفترة، مع كل من السعودية وايران على خط متساو، لم تنجح بعد في جمع الطرفين، ولم تصل إلى حل او قواسم مشتركة يمكن البناء عليها لإطلاق حوار اكيد وقوي، خصوصا وأن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يحاول جاهدا عبر اللقاءات الدولية التي يجريها، وآخرها امس مع ولي العهد السعودي الملك سلمان، ان يقرب وجهات النظر بهدف التوصل إلى تسوية للتوافق على فك النزاعات القائمة في بعض الدول الشرق أوسطية ومن بينها لبنان.

 

ورأى المرجع اعلاه أن ماكرون اثار مع الملك السعودي مواضيع مختلفة، بدءا من الحرب الروسية الاوكرانية، وأزمة الغاز التي تواجهها اوروبا، وكيفية مساعدة السعودية في هذا المجال، إضافة إلى مواضيع مشتركة، كذلك المراحل التي وصلت إليها عملية التفاوض حول الملف النووي الايراني، والحوار السعودي الايراني الذي يعول الجانب الفرنسي اهمية كبرى عليه لما له من انعكاسات وتداعيات على النزاعات القائمة في المنطقة. لكن المصدر لم يؤكد او ينفي ما اذا كان الجانبان السعودي والفرنسي قد تناولا الوضع في لبنان، لكنه اكد ان التنسيق القائم بينهما في ما خص لبنان امر ثابت ولا يتزعزع.

 

وقال إن فرنسا التي تربطها علاقات متينة وقوية مع كل من المملكة من جهة، وايران من جهة اخرى، تسعى عبر سياستها الخارجية وديبلوماسيتها الطويلة النفس، إلى انتزاع حل ما، أو توافق، للتخفيف من الصراعات المتنقلة من دولة الى اخرى. وبحسب متابعين فإن باريس تحث دائما السياسيين اللبنانيين الى التوافق حول مصلحة لبنان، وهي لن تتخلى عن مساعدة ومساندة الشعب اللبناني في البقاء في أرضه والتمسك بجذوره.

 

لكنها في المقابل تحذر كل من يتواصل معها من مسؤولين في لبنان على اهمية المحافظة على الاستقرار والامن، وعدم التفريط في السيادة والاستقلال. ومن هذا المنطلق، فإن الجهود الفرنسية الحالية لن تتوقف في إزالة عراقيل التعطيل الرئاسي، وهي بطبيعة الحال لا تريد أن تطول ايام الفراغ الرئاسي نظرا لتداعياتها النيابية في المجالات كافة، وهي ترى أن أي تفاوض او حوار او تواصل سعودي_ايراني، سيكون بابا للحل ليس فقط في لبنان إنما في الشرق الاوسط بشكل عام.