Site icon IMLebanon

فيما التشكيلة تراوح مكانها محلياً… وفد مجلس الشيوخ الفرنسي في بيروت الاربعاء

 

تفعيل شاق للمبادرة الفرنسية في ظل الشروط الاميركية… وترّقب التغيّير بعد تسلّم بايدن

 

منذ تفقده مرفأ بيروت على أثر انفجار الرابع من آب، اطلق الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مبادرته لحل الازمة الحكومية في لبنان، وتبعها بزيارة ثانية في الاول من ايلول مع إيفاده مسؤولين فرنسيين للغاية عينها، لكن بقيت تلك المبادرة تراوح مكانها، على وقع خلافات وتناحرات المعنيّين بالتشكيلة الحكومية، في ظل تقاذف الاتهامات والمسؤولية بالفشل، فيما على ارض التصريحات الاعلامية، الكل أيد تلك المبادرة وأكد العمل وفق أجندتها، لكن زمنها طال من دون ان تصل الى اي خاتمة سعيدة، امل بتحقيقها الرئيس الفرنسي على يده، ومنذ الاول من ايلول الموعود، لم يتقدّم الملف الحكومي اي خطوة نحو الخط الصحيح، مع تعدّد رؤساء الحكومات من حسان دياب الى الرئيس المكلف مصطفى اديب الذي لم يصل الى السراي، وصولاً الى الرئيس المكلف والعائد سعد الحريري، الذي لم يصل بدوره الى باب السراي من بابه الواسع، لان التناحر على الحصص الوزارية تطوّق تشكيلته من كل حدب وصوب، فتمنع وصولها الى برّ الامان، فيما تتكرّر الوعود بإعلانها كل فترة ، لتعود التشكيلة فجأة الى المربّع الاول، من دون اي صعود للدخان الابيض المنتظر.

 

الى ذلك تنقل مصادر سياسية مطلعة على الحركة الدبلوماسية في المنطقة، بأنّ السياسة الفرنسية عادت من جديد، الى صدارة الاهتمام بالوضع اللبناني، بعد ان تلاشت حماستها لفترة وجيزة، بسبب إنشغالاتها السياسية والامنية في الداخل الفرنسي، مشيرة الى انّ الرئيس ماكرون لن يسحب مبادرته من لبنان، كي لا يترك الساحة اللبنانية لغيره وخصوصاً لتركيا، ورأت المصادر وجود باب امل مع ترّقب السياسة الاميركية الجديدة مع الرئيس بايدن، علّها تعطي بعض الانفراجات في لبنان، في حين انّ تداعياتها وارتداداتها لن تظهران فعلياً قبل اشهر، واصفة المهمة الفرنسية اليوم بالشاقة في ظل الشروط الاميركية المتبقية من عهد ترامب، في حين يبقى ترّقب التغيّير بعد تسلّم بايدن هو الابرز والمنتظر علّه يطلق بوادر ايجابية .

 

وتلفت المصادر المذكورة الى وجود اصرار فرنسي، على عدم ترك بيروت مع رغبة باريسية بالمضيّ قدماَ في المبادرة الفرنسية، وسط غياب اي حركة محلية على خط تأليف الحكومة، المترافقة مع التعقيدات اللبنانية. واشارت الى أنّ زيارات الموفدين الفرنسيين تتواصل، وآخرها لقاء رئيس الجمهورية ميشال عون في قصر بعبدا، مع رئيس لجنة الصداقة النيابية اللبنانية – الفرنسية في مجلس النواب الفرنسي النائب لوييك كيرفران، الذي تحدث عن إلتزام الرئيس ماكرون وتعهداته تجاه لبنان، من خلال مؤتمر الدعم الدولي الذي شارك فيه رؤساء الدول، بهدف تقديم الدعم للبنان، اذ حصل على 280 مليون دولار كمساعدات انسانية، إضافة الى مساعدات من المؤسسات المدنية والبلديات في فرنسا، الذين امنّوا مبلغ 3 ملايين يورو بعد انفجار مرفأ بيروت.

 

وعلى صعيد إعادة تنشيط المبادرة الفرنسية مع مطلع العام الجديد ، تابعت المصادر: «بأنّ وفداً من مجلس الشيوخ الفرنسي سيصل الى بيروت الأربعاء، لإجراء محادثات مع المسؤولين اللبنانيين الرسميين، إضافة الى لقاء مع البطريرك الماروني بشارة الراعي، للتأكيد على استمرارية المبادرة ، إلا انها رأت بأنّ نجاحها مؤجل بعض الشيء ،لانها لن تحقق اهدافها المطلوبة اليوم، بالتزامن مع فرض الشروط الاميركية المفروضة على التشكيلة، في إنتظار تغيّير ما في سياسة الولايات المتحدة نأمل تحقيقه.

 

ورأت المصادر بأن التحرّك المكوكي المرتقب من قبل البطريرك الراعي، سيلعب دوره ايضاً بهدف تقريب وجهات النظر بين المتناحرين، على ان يظهر شيء ما في الايام القليلة المقبلة، على صعيد فتح الدروب المقفلة ، خصوصاً مع عودة الرئيس المكلف سعد الحريري من الخارج.