Site icon IMLebanon

خطاب فرنسي مُزدوج المعايير بين المعارضة والممانعة

مُعادلة حزب الله الرئاسيّة :لا لرئيس يطعن المقاومة ويُعارضه باسيل وفرنجية

 

ليس متوقعا ان تتخلى الديبلوماسية الفرنسية عن حركتها التي بدأتها قبل أشهر، بمجرد ان تعثرت مهمة الموفد جان إيف لودريان الذي يعود الى بيروت لاستئناف نشاطه، على الرغم مما حكي عن سقوط المهمة الفرنسية واصطدامها بعقبات وضغوط المجموعة الخماسية من جهة، والتصلب الداخلي من جهة ثانية، مما أربك المسعى الفرنسي، الأمر الذي ظهر في التخبط خلال جولة لودريان الأخيرة، اذ يؤكد أكثر من مصدر ان لودريان تحدث بلغة مزدوجة، محاولا إرضاء كل الأطراف وإنقاذ مهمته، فطرح في لقاءاته مع فريق ٨ آذار أفكارا مختلفة عما قيل في حضرة المعارضة، حيث أثنى ايضا على مبادرة الرئيس نبيه بري الحوارية، فيما طرح امام المعارضين خيارات رئاسية متعددة ومرشح ثالث، متحدثا كما تقول مصادر سياسية بلغة مزدوجة المعايير عندما تنقل بين المعارضة والثنائي الشيعي.

 

الرد على التخبط الفرنسي كان واضحا في خطاب الثنائي، الذي أكدت مصادره التمسك بالحوار غير المشروط، والبقاء على ثوابت ترشيح رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية والاستمرار بدعمه، وترجم ذلك بزيارة النائب محمد رعد الى بنشعي دحضت ما تم الترويج من قبل المعارضة بقبول حزب الله بخيار غير فرنجية. من هنا، فان لقاء بنشعي جاء رسالة الى الساعين لتوتير العلاقة بين حزب الله والمردة، وفي إطار تجديد الثقة او تثبيت الحلف السياسي بينهما، وتأكيد المؤكد انه لن يوافق على شطب فرنجية من المعادلة الرئاسية، إلا إذا أتى قرار الانسحاب من السباق الرئاسي من زغرتا، اما في حال ساءت الظروف المانعة ترشيح فرنجية، فالحزب سيوافق على الصيغة التي يطرحها رئيس “المردة”.

 

وتؤكد مصادر قريبة من الثنائي ان الحديث عن توتر فرنسي مع حزب الله بخلفية رئاسية، ربطا بما ينقل عن سقوط ترشيح فرنجية ليس صحيحا، والصحيح ان باريس كانت أقرب من البداية الى مرشح الثنائي الرئاسي وليس العكس، والموقف الثابت ان حزب الله ليس في وارد التخلي عن مرشحه نزولا عند خاطر المجموعة الخماسية، التي قررت إلغاء معادلة فرنجية – أزعور.

 

ويعتبر الثنائي ان الحوار هو المفتاح الأساس لحل المشكلة الراهنة، وإنهاء الفراغ الرئاسي بتفاهمات سياسية تؤدي الى توافق مقبول حول مرشح رئاسي، ويعترض الحزب كما الرئيس بري على وضع شروط والتزامات قبل الجلوس على الطاولة.

 

لم يستطع لودريان ان يشكل حلا وسطيا بين الفريق المعارض والممانعة، وهو يعود بعد أيام الى لبنان، اذ يتوقع ان يكون الجو الرئاسي أكثر وضوحا، بحيث يمكن وضع تصور مختلف حول الخريطة الرئاسية التي ستضعها التكتلات، ومنها آلية تموضع “التيار الوطني الحر” والنواب السنّة و”اللقاء الديموقراطي”، فهذه التكتلات لها تأثيرها في العملية الإنتخابية، فـ “اللقاء الديموقراطي” مؤيد للحوار وله تحفظاته في خصوص العملية الرئاسية، ورئيس “الوطني الحر” لا يزال يناقش اللامركزية والصندوق الإئتماني مع حزب الله، فيما يتوقع ان يكون هناك قرار سني موحد بعد ان دخلت المملكة السعودية على خط الاستحقاق، لتكون المرجعية المباشرة للشارع السني والسياسي، كما بدا الوضع في إجتماع السفارة مع الموفد الفرنسي وفي ملفات الطائفة والتجديد للمفتي دريان.

 

مع ذلك تؤكد مصادر سياسية من فريق ٨ آذار انه من المبكر والخطأ أيضا تبني معادلة شطب فرنجية من لائحة المرشحين للرئاسة، فحزب الله الذي يسعى الى رئيس لا يطعن ظهر المقاومة لا يمكن ان يسمح الإطاحة او التفريط بحليفيه القويين جبران باسيل وسليمان فرنجية لحساب أي مرشح آخر لا يوافق عليه الطرفان، سواء كان مرشحا خصما او حليفا.