IMLebanon

«نيران صديقة» تُصوّب على «بيت الوسط»

 

لم يكن يدرك رجل الأعمال سعد الحريري أنه سيأتي عليه يوم ويرث أمبراطورية سياسية لا مثيل لها أقله في عصرنا الحالي..

الرجل المهتم بالاقتصاد وغير المبالي كثيرا بالتطورات السياسية، بات بعد زلزال الرابع عشر من شباط 2005 السياسي الأول في لبنان من حيث الفعالية والذي له مكانة عالية في العالم أجمع.

.. بات عمر الحريري السياسي أحد عشر عاماً، وفي هذه الأعوام لديه من الانجازات والاخفاقات التي فرضتها الظروف، ولعل أتعس يوم في حياته كما يردد دائما هو لقاؤه بقاتل أبيه في دمشق، فيما أسعد يوم بالنسبة اليه حين سارع منذ اللحظة الأولى الى تبني الثورة السورية كأول زعيم عربي ينحاز الى هذه الثورة.

.. لقد مر على الحريري ما لا تحمله الجبال وبقي صامدا، واجه عدوان تموز 2006 برفقة الرئيس فؤاد السنيورة ديبلوماسياً وتخطى كل سهام «حزب الله»، مصراً على استقبال من يخاصمونه سياسيا في كل مناطق محبيه بما فيها قريطم، وفي العام 2007، وجد الحريري نفسه أمام مخطط «ضنية 2»، فتصرف في نهر البارد كما تصرف والده في الضنية اذ انحاز الى الجيش والمؤسسات الأمنية الشرعية متصدياً لارهابيي العبسي الأسديين.

وبصدر عار وقف في السابع من أيار عام 2008 في قصر قريطم حيث النيران من كل جانب باتجاه القصر وأراد الدفاع عن النفس بطرق تحفظ دماء أهله، وفي شاهد على ذلك ما قاله لمسؤولي تلفزيون وصحيفة «المستقبل» واذاعة «الشرق» من أنه لا يريد أن تنزف قطرة دم واحدة من أي صحافي أو موظف.

وبعد أن شكّل الحكومة للمرة الأولى اثر طول عناء، تم الانقلاب عليه بسلاح الثلث المعطل وغادر البلاد لسنوات عدة، وهنا بدأت النيران الصديقة تصوب على بيت الوسط المهجور قسراً.

فقد حاول أكثر من تابع وحليف وصديق وشيخ وخصم، أن يلعب دور الزعيم السني البديل في ظل غياب الأصيل، وهنا الناس تاهت ولامت وانصرفت الى أشغالها حينا والى مواقع تواصلها أحيانا.. واليوم بعد أن عاد الحريري، عاد شيء من الأمل الى محبيه، لكن النيران الصديقة لاتزال تطلق باتجاهه بطريقة مباشرة وغير مباشرة وربما من أقرب المقربين، فساعة تأخذ شكل السعي من قبل البعض الى منافسة في زاروب هنا وحي هنالك، وساعة تأخذ شكل المزايدة في الحب من قبل بعض آخر لتغطية تجاوزات، وللعمل على اعلاء أسهم حتى الاطاحة وابعاد ابن مرمم السراي عن كرسيه.

وهنا شكا بعض المواطنين للحريري عن تصرفات بعض المحسوبين عليه، فأجابهم جازماً: «أنا عدت ورح مشيلك هني عالسكة والأمر لي من الآن فصاعدا».

ولعل غير المقبول، هو التحريض على ابن رفيق الحريري من قبل محيطين بأتباع وحلفاء وذلك لأغراض عدة، إما لتصفية حسابات سياسية كيدية من بعض «الحلفاء السابقين»، أو سعياً الى سحب البساط الشعبي ولو نسبياً من تحته.

وفي هذا الاطار، تأتي كل الدعايات المغرضة والكاذبة والمضحكة والتي تغمز من قناة الحريري وعلاقته بدول عربية مهمة.

.. لقد سعى الحريري صادقا الى لمّ الصف السني، لكن لا يزال البعض يسعى الى تأليب بعض الشخصيات السنية عليه، ويزعم أن المملكة العربية السعودية تدعم آخرين أيضا، لكن أقل رد على هذا الكلام ما كشفه مصدر عن محاولات لبعض الشخصيات السنية الالتفاف على الحريري عبر زيارات الى المملكة العربية السعودية قبل مجيئه الى لبنان، الا ان السعودية استقبلته كزائر ولم يحصل على مبتغاه الا بعد أن زار هذا البعض بيت الوسط اثر عودة صاحب البيت الدائمة.

هذه العودة ترافقها سفرات مهمة كالسابق، اذ يلعب الحريري دوره المعتاد في اللقاءات المهمة مع كبار المسؤولين في العالم كحريص على تحسين الاوضاع في وطنه وكمساهم في العملية السياسية الاقليمية برعاية عربية وسعودية كما حصل مؤخرا في زيارته الى موسكو ولقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي قال له: «أنت رئيس الحكومة الدائم للبنان».