Site icon IMLebanon

عناصر الكوارث أصدقاء

لبنان كان في مهبّ العاصفة.

وفرنسا كانت تحصد ضحايا الارهاب.

أما العناصر فكانوا أصدقاء.

ولو فكّر أحد في الأسباب، لاكتشف الجميع انهم فعلاً، أصدقاء ولكن في الغباء.

منذ أكثر من أسبوع واللبنانيون ينتظرون وصول الست زينا الى لبنان.

إلاّ أن الشاشات اختلفت في التسمية.

واحدة أخافت الجميع من الست المصون!

وثانية أسمتها السيدة زانا.

وثالثة أعطتها لفظة زينب.

أما في فرنسا، فالكارثة كانت موصوفة.

… وأحياناً مقصودة.

بيد انها في الدمار واحد!

واذا كانت لبنانياً، استلشاقاً.

فهي فرنسياً مقصودة.

وتكمن وراءها نيّات لا تخلو من الشر.

***

كان موليير في مثل هذه الحال، يقول ان البليّة أخت الكارثة.

كما ان الجهل مواز لارادة الشر.

وان الشاطر من لا يقع، لا في الجهل، ولا في الشر.

معظم كوارث العاصفة زينا، ناجمة عن تراكم الأوساخ والنفايات، في مجاري الأنهر.

والمسؤولية تقع على الانسان.

أي على أي مواطن، راح يرمي الأوساخ في الأنهار.

أو كان يضع النفايات في غير أماكن كبّها في أي مكان، قبل الأمطار.

والسؤال: لماذا لا يمتنع هذا المواطن، عن قذف أوساخ بيته الى المجاري.

وساعة، هطول الأمطار بغزارة وكثافة وجريان المياه، يسأل هذا المواطن عن الدولة.

… ويرفع الصوت، عن مبرر تقصيرها.

لكنه، لا يسأل نفسه، عن مبرر اهماله لواجباته.

لأن الامتناع عن الخطأ، مثل الحرص على اداء كل ما هو سليم.

طبعاً، ليس كل شيء واجباً على الدولة.

والدولة، وحدها ليست مسؤولة عن كل شيء.

مثل فضائح الغذاء الفاسد.

ذلك، ان المسؤولية تقع ولا تتجزأ.

وتقع على الجميع.

***

في فرنسا هاجمت عناصر الارهاب، مجلة شارلي ابدو الساخرة.

والأسلوب الساخر هو ابداع، لا يتمتع به إلاّ الأذكياء، ورواد الفن.

ولا يمارسه سوى أصحاب الأسلوب الراقي في النقد.

إلاّ أن استغلال السخرية للاساءة الى مقامات دينية، هو جريمة بحق السخرية، وبحق القيم الخلقية والانسانية.

منذ سنوات يظهر رهط من أعداء السخرية، ليمارسوا هذا الفن، في غير مراميه.

ويلجأون ساعة الى التطاول على الأديان، أو على المقامات الدينية.

ويدفع بدل أخطائهم أناس لا ذنب لهم، ولا يشاركونهم في أخطائهم والغباء.

ومن هؤلاء الضحايا الذين هرع الرئيس الفرنسي هولاند، الى بلورة احتجاجه على الارهاب الذي اعتدى على مجلة شارلي ابدو.

هل المطلوب اعتماد الرقابة الصارمة على الصحافة، أم انهاء ما تبقى لها من أدوار؟

والذين يقترفون هذه الأخطاء متساوون مع الذين تمرّدوا على السخرية للاساءة اليها.

وهذا عيب واساءة الى القيم والخلق.