IMLebanon

من حرب لم تقع الى حرب مقبلة؟

 

لا أحد يعرف المسافة الزمنية الفاصلة بين حرب لم تقع يوم السبت الماضي وأخرى تلوح في الأفق. الأولى أوقفها هاتف غاضب من الرئيس فلاديمير بوتين الى بنيامين نتنياهو الذي ألغى خططا لعملية عسكرية معقّدة ضدّ مواقع ايرانية في سوريا. هذا ما جاء في معلومات من مصادر عسكرية وأمنية رفيعة نقلها عنها كبير مراسلي الشؤون العسكرية والاستخبارية في يديعوت أحرونوت رونين برغمان في مقال نشرته نيويورك تايمس. والثانية يتوقف وقوعها أو عدمه على موقف أميركي وأطلسي. لكن الكل يعرف ان العاصفة تتجمع حول منطقة محددة، بصرف النظر عن كل المعارك الدائرة في حرب سوريا: المنطقة المحاذية لمرتفعات الجولان المحتلة، حيث يقيم الحرس الثوري الايراني وحزب الله قواعد لشنّ عمليات جهادية ضدّ العدو الاسرائيلي.

وهي طبعا المنطقة التي طلب نتنياهو من بوتين ودعمته أميركا إبعاد القوات الايرانية مسافة أربعين كيلومترا عن خطوط فكّ الارتباط في الجولان، فاكتفت موسكو بابعادها خمسة كيلومترات. والمنطقة المشمولة نظريا بالتفاهم في استانا على اقامة مناطق خفض التصعيد والتي أعاد الملك الأردني عبدالله الثاني البحث مع بوتين في ضرورة بقائها هادئة.

 

وليس سرّا ان ما يخيف اسرائيل هو الخطوة الجديدة في مسار محور المقاومة والممانعة عبر مواجهة الاحتلال الاسرائيلي بجبهة في سوريا مفتوحة على جبهة الجنوب اللبناني. ففي تقرير لمعهد دراسات الأمن القومي لاسرائيل ان حرب الشمال الأولى في مواجهة سوريا وايران وحزب الله هي التهديد الأول المتربّص باسرائيل. وفي مناسبات عدّة كرّر وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان القول ان اسرائيل تعتبر سوريا ولبنان جبهة واحدة في الحرب المقبلة.

وفي آب الماضي، كما كتب برغمان، ذهب وفد الى واشنطن ضمّ مدير الموساد يوسي كوهين ورئيس الاستخبارات العسكرية هرتزل هاليفي للقاء مستشار الأمن القومي الجنرال ماكماستر. لكن الأميركيين لم يوافقوا على تلبية ما طلبه الاسرائيليون حول الوجود العسكري لايران وحزب الله. والانطباع الذي خرجوا به، حسب واحد من الذين حضروا الاجتماع، هو: لم نفهم ماذا تريد الادارة تحقيقه، ولسنا واثقين من ان الذين تحادثنا معهم يعرفون ماذا يريدون أو ماذا طلب منهم الرئيس تحقيقه. والآن، حسب مصادر برغمان، فان نتنياهو يعتزم القول بوضوح لأميركا وبلدان أخرى انه ما لم يتم كبح ايران، فان اسرائيل ستهاجم قواعدها في سوريا.

لكن اسرائيل ستصطدم بالحسابات الروسية والأميركية، قبل الحديث عن خطة ايرانية لمهاجمة اسرائيل بواسطة حلفائها. ولبنان الواقف تحت مظلة النأي بالنفس ليس خارج المواجهة الخطيرة التي يحتاج منع وقوعها الى جهود دولية كبيرة.