Site icon IMLebanon

من التقى عون في السعودية؟ وعلى ماذا اتفق الجنرال مع الحريري؟

على وقع علامات الاستفهام الكثيرة حول مدى تأثير التغييرات وخلط الاوراق الحاصل على مستوى القيادة السعودية وتاثير ذلك على ثوابتها ومقاربتها لملفات المنطقة وفي مقدمتها الملف اللبناني، تعيش الساحة السياسية اللبنانية حالة من «الاضطراب» والتشويش رغم الرسائل الاولية التي التقطت في بيروت مظهرة ثباتا في القراءة السعودية للواقع اللبناني، وهو ما بدا جليا في تصريحات الملك الجديد وسفيره في بيروت.

بيروت التي شهدت جولة حوارية رايعة بين المستقبل وحزب الله لما يزيد عن ثلاث ساعات، لتخرج ببيانها العام المقتضب على عادتها، استمرت في «نقاشاتها الامنية» بحسب مصادر متابعة الهادفة الى تنفيس أجواء الاحتقان في ضوء التطورات العسكرية المتسارعة على الجبهة الشرقية من عرسال الى راس بعلبك من جهة، والغارة الاسرائيلية في القنيطرة من جهة اخرى، والتي فرضت نفسها من خارج جدول الاعمال، بحسب مصادر مواكبة للقاء،حيث بدا واضحا ان مقاربة الطرفين لما حدث كانت محتلفة تماما، رغم اجماع الفريقين على ان الوضع الداخلي لا يحتمل أية ارتجاجات تؤثر على الاستقرار العام، موضحة ان الاجواء اتسمت بالروح الايجابية نفسها التي طبعت الجولات الثلاث السابقة، في ظل التأكيد على أن الحوار عملي ومرن ويسير في أجواء أفضل من المتوقع لاسيما في إطار إجراءات معالجة ما يسبب الاحتقان السياسي والمذهبي، والذي من معالجاته موضوع إزالة اللافتات والصور والرايات في الأحياء في المدن الرئيسة، بيروت، طرابلس وصيدا، علماً ان معلومات كانت ذكرت بأن وزير الداخلية نهاد المشنوق، الذي كان ضمن عداد وفد «المستقبل« نقل إلى ممثلي الحزب في الحوار، مضمون الرسالة التي كان السفير الأميركي في بيروت ديفيد هيل قد أبلغها إليه قبل يومين، ومفادها ان اسرائيل سترد رداً قاسياً وموجعاً، في حال نفذ حزب الله تهديده باستهداف المصالح الاسرئيلية، وأن هذا التحذير هو الذي حمل السفارة الأميركية إلى دعوة رعاياها إلى تجنّب السفر إلى لبنان بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة والأمن.

غير ان انعقاد جولة الحوار بين «المستقبل» و«حزب الله« ترافق مع تطورين بارزين:

-السجال «المحلي»، المستعاد بين الطرفين على خلفية معاودة «حزب الله» بلسان نائب امينه العام الشيخ نعيم قاسم احياء ثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة»، وهو ما ردّ عليه وزير العدل اللواء اشرف ريفي مستعينا بوصف الرئيس ميشال سليمان لها بـ «الخشبية»، في ظل الخشية المتصاعدة من قبل فريق الرابع عشر من آذار الذي وضع هذا الكلام في خانة التذاكي، بهدف التلطي والاختباء وراء المؤسسات الشرعية لتغطية اي رد محتمل على عملية القنيطرة، والتي حاول الشيخ قاسم التاكيد على انها استهدفت حصرا حزب الله، في محاولة واضحة لاخراج كل من ايران وسوريا من دائرة الاحراج لجهة الرد وحصره بالتالي لبنانيا، بحسب مصادر نيابية في الرابع عشر من آذار.

– زيارة العماد عون الى الرياض، حيث آثر التغريد منفردا،آملا بفتح صفحة جديدة مع المملكة، وليعود منها بوعد حريري باعادة احياء التنسيق وتفعيله بين الوزير جبران باسيل ونادر الحريري. فزيارته التي جاءت مختلفة في الشكل والمضمون والتوقيت، تميزت بلقائين بحسب مصادر مقربة من الرابية، الاول سريع لم يعلن عنه مع نجل الملك وزير الدفاع ورئيس الديوان الملكي، والثاني «مطول» مع الرئيس الحريري خلال فترة الاستراحة مستعرضا معه التطورات «الحوارية» التي يشهدها البلد على مستوى لقاءات عين التينة، وتلك الجارية على خط الرابية – معراب، وكيفية تبديد و إحتواء أجواء التشنج التي تسببت بها الأحداث الأمنية على الحدود اللبنانية – السورية.

ختمت زيارة رئيس تكتل الاصلاح والتغيير الحج اللبناني للتعزية، ليكتمل المشهد على وقع قراءات السياسيين لزيارة وزير الخارجية الإيراني للرياض، حيث لفت الانتباه اللقاء القصير الذي جمع الرئيس الحريري بوزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف في قصر اليمامة، رغم ان لا شيء يشير الى جواب شاف قريب عن التساؤلات غير الحوارات الداخلية المتفائلة والجولات المبهمة النتائج للمبعوث الفرنسي على دول المنطقة، وسط المشهد الدولي والاقليمي ضبابي تتسابق فيه المصالح مع الفوضى مع الحوار ليفتح المسارات امام كل الاحتمالات.