IMLebanon

من «الرابطة» الى الرئاسة:بكركي والقرار الوطني

نأمل أن يصل إعلان لائحة «التجذر والنهوض» لإنتخابات الرابطة المارونية من بكركي الى نتيجة إيجابية. ليس إكراماً لرئيس اللائحة النقيب الصديق أنطوان قليموس وما يتحلّى به من مزايا رفيعة ووطنية وأخلاقية وقانونية وحسب، ولا من أجل الأسماء المحترمة التي نعرف معظم أصحابها صداقة حيناً ورفقة نضال حيناً آخر (…) إنما من أجل بكركي ذاتها.

ولا نبالغ إذ قلنا إننا نضع اليد على القلب كلّما صدرت مبادرة عن الصرح البطريركي وسيّده صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الذي لا يغبطنا أمرٌ قدر ما يسرنا ويغبطنا أن تأخذ توجيهاته طريقها الى التنفيذ.

ولا نود أن نذكّر، في هذه العجالة، بخيبة قانون الإنتخاب وارتداداتها السيئة على دور بكركي وصاحب الغبطة ولا بخيبة المرشحين الأربعة «الأقوياء» وما آلت إليه الأمور الى إستهلاك هذه الشخصيات التي (مهما كان الرأي فيها أفراداً ومجتمعة) تبقى تمثّل، بنسب مختلفة بين أطيافها، المسيحيين بأكثريتهم الساحقة، وليس فقط الموارنة.

ونبادر الى القول إننا (على صعيد شخصي) نرحب باللائحة التي يخوض بها اقليموس إنتخابات الرابطة بعد أيام بل نذهب أبعد فندعو الى ما نراه تصرفاً طبيعياً وهو انه بعد إعلان اللائحة الإقليموسية من بكركي يؤمل أن يبادر المرشحون الآخرون الى سحب ترشحاتهم سواء المعلن منها أم المضمر.

من هنا نرى أن المرحلة المسيحية عموماً والمارونية تحديداً تفترض خطوات لابدّ منها للحفاظ على ما تبقى أو لإنقاذ ما تبقى من الدور المسيحي في هذا البلد، قبل أن يسقط كلياً. ومن تلك الخطوات وفق مفهومنا الآتي:

أولاً – صحيح أن بكركي هي المرجعية الروحية، ولكن من الضروري أن تكون كذلك المرجعية الوطنية كما كانت دائماً وكما يجب أن تكون وبالتالي قد لا يكون مستغرباً أن تصدر المواقف والقرارات المسيحية الحاسمة (…دائماً ذات البعد الوطني) من بكركي بالذات، وتحت رعاية غبطة البطريرك، وإنطلاقاً من الأخذ بآرائه وتوجيهاته. وليس في هذا أي إنتقاص من أدوار القيادات المارونية المسيحية.

ثانياً – وعليه لقد آن الأوان لإزالة الحساسيات من العلاقة بين سيد بكركي و «سيّد الساحة» فزمن المثلث الرحمة البطريرك بولس مسعد وصراعه الطويل مع المرحوم يوسف بك كرم قد انطوى… وكذلك زمن الخلاف الحاد بين المثلث الرحمة البطريرك بولس المعوشي والمرحوم الرئيس كميل شمعون قد انطوى ايضاً. علماً أن هذين الصراعين أثرا سلباً بتداعياتهما على المسيحيين، وإن كان المعوشي الكبير أدرك هذه الحقيقة (وإن متأخراً) ففتح أبواب الصرح أمام ذلك الكبير كميل شمعون في مصالحة تاريخية.

ثالثاً – لا يكفي ما يدّعيه القادة والأقطاب المسلمون من أنهم يلتزمون بما يتفق عليه المسيحيون. وذهب بعضهم (والكلام في سرّ غبطة البطريرك) الى حد إبلاغ الصرح بأن أي إتفاق بين ميشال عون وسمير جعجع (رئاسياً) سيلتزمون به. وبعضهم ردد هذا الكلام علناً… ويبدو أنه كان من باب الإعتقاد بأن إتفاق معراب والرابية الرئاسي لن يكون وارداً على الإطلاق…

لذلك عندما حدث الإتفاق جاءت مواقفهم كما نستمع إليها منهم يومياً.

وللبحث صلة.