بكل اسف يبدو ان في سوريا وتحديداً في دمشق حالاً تشابه الحال العراقية عموماً وفي العاصمة بغداد تحديداً.
فمنذ الغزو الاميركي عام 2003 والى يومنا هذا تعيش بغداد خطر التفجيرات اليومية من سيارات مفخخة الى ارهابيين انتحاريين يفجرون أنفسهم… وبالرغم من الاحتلال الاميركي وتسليم العراق بالكامل الى ايران فقد فشلت الاخيرة في تحقيق الامن والاستقرار في العراق والمصيبة ان هذه الحال غير المستقرة لا بل الخطرة التي يعيشها العراق مستمرة منذ 14 عاماً ولا تزال.
ولا بد من ان نعترف بأن ايران تستطيع ان تخرّب ولكنها لا تستطيع ان تحكم والا كيف نفسر 14 عاماً من عدم الاستقرار والتفجيرات الامنية بالرغم من ان اميركا اعطت للايرانيين وتحديداً اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني صلاحيات مطلقة بحيث اصبح هو الحاكم الفعلي للعراق وامتد نفوذه الى سوريا مع بداية الحرب الاهلية عام 2011 بالاضافة الى دوره في حكم حزب الله.
ويكاد لا يمر يوم الا وهناك سيارة مفخخة او ارهابي (كما تدّعي السلطة المجرمة) يفجّر نفسه.
انطلاقاً مما ذكرنا يبدو ان سوريا دخلت في مرحلة جديدة وهي اخطر من الحرب حيث ان المعارضة بأشكالها المتعددة لن تترك النظام المجرم يستكين بل سوف تبقيه في حال من عدم الاستقرار بالرغم من ادعاءاته ومزاعمه بأنه يمسك بالامن بشكل جيد.
اما الذين يهددون اسرائيل ويدّعون انها تخاف صواريخ حزب الله فنطلب منهم قليلاً من التواضع ونقول لهم ان اسرائيل حققت امنية العمر بتدمير الجيش العربي السوري وتدمير سوريا وتوريط حزب الله والميليشيات الشيعية العراقية والحرس الثوري الايراني في الازمة السورية…
لذلك، اسرائيل ليست بحاجة لأن تخاف من الحزب ولا تريد ان تنقذه من تورطه في سوريا ولأنها ايضاً تراقب تدمير الجيش السوري والمليارات التي تحتاجها سوريا لاعادة اعمار ما هدمته الحرب…
من ناحية ثانية، حول عنتريات نائب وزير خارجية سوريا فيصل المقداد بأنه يهدد اميركا ويرفض الاتهامات حول وجود اي غازات سامة او اسلحة كيميائية… فهذا هو التناقض بعينه فكيف يتحدى اميركا وكيف يقول انه لا يوجد في سوريا اي مواد كيميائية او غازات سامة وكأنه خائف من الاميركي، ذلك ان الذي يهدد اميركا لا يخاف ان يقول انه يملك الاسلحة الكيميائية…
كفى سخافة… يوماً تتحدون اميركا وفي اليوم الثاني تستعطفونها لتعفو عنكم، وتقولون انكم لا تملكون اي اسلحة.
هل نسيتم كيف انقذ الدب الروسي الرئيس بوتين رأس النظام المجرم بشار الاسد يوم استدعاه بطائرة عسكرية وأملى عليه شروطاً ووقع على تنازلات اصبحت فيها سوريا ولاية روسية يحكمها قائد عسكري روسي؟!
هل نسيتم الاتفاق الذي وقعه وزير النفط السوري بالتنازل عن 25٪ من انتاج سوريا النفطي الى روسيا مجاناً مقابل كلفة الاعمال العسكرية التي هي دين على الدولة السورية والشعب السوري فقط من أجل ان يبقى المجرم بشار على كرسيّ الرئاسة؟!
ولكن ما لم يحسب له هذا المجرم حساباً هو ان روسيا دولة كبرى تبيع وتشتري وعندها مصانع اسلحة وبحاجة الى اسواق وانه بأي اتفاق بين الاميركيين وبين روسيا يصبح بشار ونظامه المجرم في خبر كان.
عوني الكعكي