الزيارة “التاريخية” التي قام بها الرئيس السوداني عمر البشير الى سوريا، وهو الذي في عهده قسّم السودان الى ثلاث دول، وهذه واحدة من “إنجازاته” الكبيرة، وقد جاء الى سوريا كأوّل رئيس عربي، بعد مقاطعة دامت سبع سنوات… وكان وصل بالطائرة الروسية TU-154 ذات الرقم RA85155 لأنه لا يستطيع استخدام طائرة سودانية أو غيرها بسبب الحظر عليه بموجب القرارات الدولية والأممية..
الرئيس السوري ينتظر زيارة ثانية من الرئيس العراقي برهم صالح الذي لا يعرف اسمه 10٪ من الشعب العراقي، و5٪ على الصعيدين العربي والعالمي.
لا نقول هذا الكلام لنقلل من احترامنا للرئيس العراقي ولا للشعب العراقي الشقيق الذي نكن له المودّة والإحترام… ونحن نقدّر ظروف العراق ورئيسه الذي أصبح موقعه في رئاسة الجمهورية مثل موقع ملكة بريطانيا أي موقع بروتوكولي لا يقدّم ولا يؤخر داخلياً وخارجياً.
قد يتساءل البعض عن أهمية هذه الزيارة؟ وما هي الأسباب التي دفعت بالرئيس العراقي لأن يذهب الى سوريا؟
بكل بساطة الأوامر جاءت من الحاكم الفعلي لسوريا والعراق أي إيران، وبالذات المندوب الايراني قاسم سليماني الذي يحاول أن يغش العالم بأنّ الرئيس بشار الأسد هو رئيس سوريا وأنه الحاكم الفعلي، بغض النظر عن وجود حاكم فعلي في سوريا هو الرئيس الروسي ڤلاديمير بوتين.
أمّا من يحكم العراق اليوم، كما قلنا فهي إيران من خلال سليماني، والمصيبة الكبرى أنّ التقدّم في تشكيل الحكومة العراقية جاء بالتزامن مع التقدّم في تشكيل الحكومة اللبنانية، وكأنّ طهران تريد إبلاغ واشنطن أنها هي (أي إيران) من يقرّر تشكيل الحكومة في العراق وفي لبنان، إلتزاماً بما سبق لمسؤولين إيرانيين كبار أن أعلنوه بأنهم يسيطرون على القرار في 4 عواصم عربية.
يبقى رداً على السؤال: لماذا هذه الزيارة، محاولة للقول للعالم إنّ بشار لا يزال الرئيس في سوريا، وأنّ على الدول العربية أن تتعامل معه كرئيس، وهذه الرسالة للعالم هي أيضاً محاولة للقول إنّ النظام لا يزال موجوداً وأنّ الحكم قوي، وأنّ على دول العالم التعامل مع سوريا من خلال الرئيس بشار.
أما السؤال الثاني عن فوائد وأهمية الزيارة فيمكن القول: لا شيء؟ لأنه ليس لها أي نتائج أو فوائد لا لسوريا ولا للعراق.
وهناك السؤال الكبير حول الانسحاب المفاجئ للقوات الاميركية من سوريا، وهو ما أعلنت عنه قناة CNN، يقال إنّ في سوريا 2000 جندي أميركي، ويبدو أنّ هناك توافقاً أميركياً – روسياً على “تنظيف” ما تبقى من الارهاب، ولكن الحقيقة أنّ تركيا لن تسمح بقيام أي قوة عسكرية في سوريا تشكل خطراً عليها، والمقصود بهذه القوى جماعة “قسد” (قوات سوريا الديموقراطية) الأكراد الذين تعتبر تركيا أنهم يشكلون خطراً على أمنها.
عوني الكعكي