IMLebanon

من بيروت والبقاع إلى جبل لبنان  المطلوب المزيد من الواقعية

انطباعان أمام الناس بعد الإنتخابات البلدية والإختيارية في مرحلتها الأولى في بيروت والبقاع:

الإنطباع الأول أنَّ القطوع الديمقراطي مرَّ بنجاح في الحد الأدنى، ولو شابته بعض النتوءات. والإنطباع الثاني أنَّ أزمة عميقة تسود العمل الديمقراطي في لبنان وأن نسبة المشاركة تؤشِّر إلى أنَّ بعض الأمور لا تسير على خير.

هل الإنطباعان في محلِّهما؟

للإجابة عن هذه الأسئلة، لا بدَّ من استعراض النتائج بمعناها السياسي وليس الرقمي:

الإنتخابات البلدية والإختيارية في بيروت والبقاع إنتهت، هناك مجلس بلدي جديد في بيروت ومجالس بلدية في البقاع، وهذه المجالس يمتدُّ عملها ست سنوات أي إلى أيار 2022، قبل الأحد الفائت كانت هناك لوائح، بعد الأحد الفائت هناك مجالس بلدية، بصرف النظر عما إذا كانت نسبة المشاركين عشرين في المئة أو خمسين في المئة فإنَّ هذه النِسَب لا تُقدِّم أو تؤخِّر، بالمعنى العملي للكلمة، وهناك سوابق وشواهد وعيِّنات في هذا المجال تؤكِّد لنا بما لا يقبل الشك أنَّ ما جرى سبق أن جرى مثله في مراحل سابقة ولم تخرب الدنيا، ففي نهاية المطاف هذه إنتخابات، وما ينطبق على الإنتخابات البلدية ليس بالضرورة أن ينطبق على الإنتخابات الرئاسية.

صحيح أنَّ نسبة الإقتراع كانت متدنية، لكن في كلِّ دول العالم فإن الديمقراطية الحقيقية لا ترفَع النِسَب إلى أكثر مما تسجَّل. وفي المحصِّلة هكذا ستكون النتائج، لكن العبرة ليست في الأرقام بل في المشاريع والإنجازات على مدى سنين الولاية.

وإذا كان من السابق لأوانه البدء بالتذكير بالمشاريع وتحويلها إلى إنجازات، فإنَّ المطلوب الإنتقال من الأحد الفائت إلى الأحد المقبل، فماذا في الخارطة الآتية؟

لا يختلف المشهد كثيراً في جبل لبنان عما هو عليه في بيروت والبقاع:

أحزاب، تحالفات، عائلات، لوائح… لا غموض في المعارك الآتية ولا في التوافقات القائمة، فحيث الإنماء كان واضحاً لن تكون هناك معارك كبيرة:

ففي الحازمية على سبيل المثال لا الحصر مَن يستطيع مواجهة رئيس البلدية الحالي جان الياس الأسمر الذي حوَّل مدينة الحازمية إلى علامة فارقة في الإنماء والحضارة، والتي أصبحت مثالاً نشطاً للعمران والبنى التحتية، وبهذا المعنى فإنَّ ما بدأه واستمرَّ فيه المجلس البلدي، يُفتَرض فيه أن يُكمله لأنَّ الحازمية تحتاج إلى المزيد لتكون في رونق مدخل العاصمة وبوابة الجبل في آن واحد.

فهنيئاً للحازمية بفوز لائحة الحوار والقرار برئاسة جان الياس الأسمر بأكملها. وإلى مزيد من الإنجازات السريعة في مدينة العراقة والتطور.

كذلك في مدينة جبيل من يستطيع مواجهة رئيس البلدية الحالي زياد حواط الذي حوَّل مدينة الحرف إلى علامة فارقة في الإنماء والتطور.

لا مجال للمزيد من التعداد، كلُّ ما في الأمر أنَّ سكرة الإنتخابات ستنتهي آخر هذا الشهر لتبدأ فكرة الأشغال الشاقة للبلديات:

لا تجوز المحاسبة مرة كل ست سنوات، المحاسبة يجب أن تكون يومية، فأيُّ أمرٍ شاذ وخاطئ ومخالف يجب أن يُكشَف ويُعلَن، إنَّ أحد عيوب الممارسة البلدية في لبنان هو سكوت الناس عن الخطأ، فكلما توسعت دائرة السكوت كلما توسعت دائرة الخطأ، فإلى متى يجب أن نستمر هكذا؟