أحياناً، الصورة والتعليق يُغنيان عن مجلّد، ووسائل التواصل الإجتماعي ولا سيما منها فايس بوك وتويتر، هي المتقدمة في هذا المجال.
بعد الضجة التي أثارتها التصريحات المقيتة للمرشح الرئاسي الأميركي دونالد ترامب، نَشَر أحد الظرفاء على فايسبوك صورة لترامب يقول فيها: “على المهاجرين إلى الولايات المتحدة الأميركية أن يغادروها”.
في المكان عينه نُشِرَت صورة لأحد الهنود الذين هُم سكان أميركا الأصليين، يسأل ترامب:
“إذاً، متى تُغادر أنتَ؟”
* * *
جاء هذا الحوار الإفتراضي والمقتضب ليُعرّي ترامب ويكشفه على حقيقته، فهو حفيد أحد المهاجرين. جدّه هاجر من المانيا إلى أميركا وبعدما استقر مع عائلته فيها حصل على الجنسية الأميركية.
كثرٌ من الألمان هاجروا الى أميركا واستقروا فيها وحصلوا على مراتب عليا، ومنهم بطل العالم في كمال الأجسام ارنولد شوارزينغر الذي أصبح حاكماً لولاية كاليفورنيا.
فكيف لحفيد مهاجر أن يُعيّر مهاجرين وأن يطلب منهم مغادرة الولايات المتحدة الأميركية؟ هل هو مستعد للعودة الى ألمانيا؟
هل “عبقرية ترامب” تعني انّ الرئيس الأميركي باراك اوباما عليه أن يعود الى افريقيا؟ وإذا عاد المهاجرون الى أوطانهم فهل ستتم المطالبة بنقل رفات كريستوف كولومبوس الى ايطاليا حيث وُلِدَ؟
* * *
ترامب يصوّب ظلماً على المسلمين، فهل يعرف انّ هناك أكثر من مئة مليون مسلم يزورون الولايات المتحدة في السنة؟ ماذا يريد أن يفعل بهم؟
* * *
في المكتبات كتاب “هؤلاء المرضى الذين حكموا العالم”. حبذا لو يصدر في أميركا كتاب عن هذا المرشح تحت عنوان “هؤلاء المرضى الذين يترشحون للرئاسة