IMLebanon

من كليمنصو إلى بكفيا ومعراب والرابية “قصة صعبة” رئاسة سليمان فرنجيه

“القصة صعبة”. قال وليد جنبلاط لأحد النواب الذين التقوه أمس في كليمنصو. كان رئيس “اللقاء الديموقراطي” أوفد الوزير وائل أبو فاعور إلى بكفيا ليطمئن إلى سير حزب الكتائب في تسوية عمادها انتخاب النائب سليمان فرنجيه رئيساً للجمهورية. تغطية الكتائب أساسية لهذه العملية، تسحب من أيدي المعترضين المحتملين، والشرسين، لافتة “إنهم جماعة الاتفاق الرباعي مجدداً. هذه المرة يفرضون رئيسا للجمهورية ولا يأخذون رأينا في الاعتبار”. لا يريد جنبلاط ولا سواه من طابخي التسوية السياسية الشاملة أن يسمعوا مرة أخرى مثل هذا الكلام الذي يهدد مشروع التسوية قبل أن يرى النور.

عاد أبو فاعور وأخبره أن رئيس الكتائب سامي الجميّل تحدث بودّ عن المرشح فرنجيه لكنه أوضح أن المسألة لا تتعلق بالشخص. نحن منفتحون، قال “الشيخ سامي”، ولكن يهمنا جدا أن يعلن ما هو برنامجه للحكم. ما هو موقفه من “حياد لبنان”، تحديداً موقفه من سلاح “حزب الله” ومن تدخل الحزب عسكرياّ في الحرب الدائرة في سوريا. نحن نخشى أن يجر هذا التدخل لبنان إلى حرب أهلية جديدة. وإلى أي حد يستطيع أن يكون فرنجيه او غيره مرشحا توافقيا يعامل جميع المواطنين بالعدل. وغير ذلك من قضايا مهمة.

قال أبو فاعور للجميّل ما فحواه إن هذا كلام خطير سأنقله إلى “وليد بيك”. “القصة صعبة” قال جنبلاط بعد ذلك. كان المفترض أن يجمع أعضاء كتلته مساء أمس ليعلنوا تأييد ترشيح فرنجيه وتالياّ سحب ترشيح النائب هنري حلو لمصلحته لكنه بعد تلقيه جواب الكتائب أرجأ الاجتماع إلى غد السبت وقد يرجئه مرة أخرى ومراراّ. عذره أنه متوعك صحياّ قال بعض زواره. الكتائب لن يمشي في مشروع تسوية تخالف مبادئه أولاً في ما يتعلق بسلاح “حزب الله” والموقف من التدخل في سوريا، وترسّخ استمرار “قانون الستين” للانتخابات النيابية والذي يشتبه في توافق فرنجيه وجنبلاط والرئيس سعد الحريري عليه لأنه يوافقهم ثانياً.

ماذا عن موقف الدكتور سمير جعجع من مشروع ترشيح فرنجيه وترئيسه؟ يضع في حسابه بداية أن شريكه في “إعلان النيات” الجنرال ميشال عون سوف يرفض التنازل عن ترشحه لأي كان وهذه عقبة طبيعية داخل قوى 8 آذار تعترض فرنجيه وتستلزم تدخل الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله لحلها مع عون. بعض القريبين من معراب فكروا بإمكان إقناع عون بأن يؤيد ترشيح الرئيس أمين الجميّل إذا تيقن أن ترشيحه هو وصل الى آخر النفق المسدود.

حسابات منطقية إلا أنها تصطدم بموقف جذري ومتصلب من الجنرال عون برفض سحب ترشيحه أو تجيير رصيده لأحد غيره. يبقى إذاً منفذان للخروج من المتاهة:

– أن ينسحب عون لفرنجيه فيفوز بالرئاسة بدون أصوات نواب “القوات” والكتائب وبعض النواب الآخرين من المستقلين.

– أن يكرر الدكتور جعجع ما فعل عام 1988 عندما أيد الجنرال عون في بعبدا من غير أن يتمكن من تفادي الصدام معه لاحقا.

أما إذا تشبثت أحزاب المسيحيين الثلاثة ورفض أي منها تغطية مشروع التسوية وعنوانها رئاسة سليمان فرنجيه من دون اتفاق أقله بين اثنين منها على مرشح بديل، فالأرجح أن لبنان سيدخل مرحلة محفوفة بالخطر ترتفع فيها النبرة الطائفية في وداع قوى 14 و8 آذار معاً.