بداية أود أن أدين بشدّة الإعتداءات الارهابية الثلاثة التي وقعت أمس في الكويت وتونس وفرنسا… وأي نوع من أنواع الارهاب أيضاً حيثما يقع وكائناً من يكون الارهابي.
من أسفٍ شديد أنّ هذه الأعمال تأتي نتيجة الصراع السنّي – الشيعي المكشوف الذي لم يكن جيلنا يعرفه… ولكن منذ مجيء الخميني الى إيران قادماً من باريس بعدما طرده صدّام حسين من العراق، وإطاحة الشاه محمد رضا بهلوي في العام 1979، أخذت الفتنة الشيعية – السنّية تذر بقرنها في بلدان هذه المنطقة كلها…
وما زال نظام ولاية الفقيه في إيران يعزز الفتنة ويقوّيها ويغذي نيرانها بأساليبه وسياساته القائمة على مبدأ «تصدير الثورة الاسلامية» وهو شعار يبدو برّاقاً ولكن في حقيقته يهدف الى تشييع أهل السُنّة، وكأنهم ليسوا مسلمين، وليسوا يدينون بدين الحق، وليس القرآن كتابهم، وليست السُنّة نهجهم في هذه الدنيا.
وإنّنا لنسأل: ما هو الفرق بين السنّي والشيعي؟ ألَيْس الطرفان يقرآن في كتاب واحد؟!
ونحن في هذه المنطقة العربية أخذت الفتنة تدخل إلينا منذ تخلّينا عن عروبتنا، ويبدو اننا ننسى أنّ الله سبحانه وتعالى أرسل كتابه قرآناً عربياً على النبي العربي.
فلنعد الى العروبة فهي الملاذ الآمن، وهي الواقية من الفتنة وهي التي تجعلنا نفهم ديننا الحنيف على حقيقته فلا نأذن للإرهاب أن يأخذ هذا المأخذ الكبير الذي بلغ ذروته أمس في ثلاث مجازر فظيعة إثنتان منها في بلدين عربيّين مسلمين… مجزرة جامع الصادق في الكويت العاصمة ومجزرة تونس ومجزرة فرنسا، وكل واحدة أشد بشاعة من الأخرى.
إنّنا إذ نتقدّم بأحرّ العزاء من دولة الكويت الشقيقة أميراً وحكومة وشعباً، ومن الأشقاء في تونس ومن البلد الصديق فرنسا.
نتساءل: لماذا لا تتوقف هذه الفتنة الكبرى، حتى إذا توقفت جفّت منابع الارهاب الى حدٍّ كبير.
ولكن مَن أشعل الفتن، المطلوب منه أن يوقف إضرام نيرانها بتصرفاته…
ولقد آن الأوان لإيران وأتباعها أن يدركوا أنّ الشيعة في لبنان وفي العراق وفي السعودية وفي البحرين وفي الكويت وفي اليمن… هم أولاً وأخيراً عرب، فلتكف عن عمليات التحريض في صفوفهم…
ولكن أمام إصرار إيران على الفتنة يجب تذكيرها بأنّ هناك 1385 مليون مسلم في المنطقة بينهم 85 بالمئة مسلمون سنّيون… وبالتالي فإنّ النتيجة ستنقلب، في النهاية، على النافخ في نيرانها.