Site icon IMLebanon

من الفلوجة الى حلب

يكثر الحديث عن إقالة نائب وزير الخارجية الايراني عبدالامير اللهيان، الذي كان يعتبر نفسه أنه يمثل الحرس الثوري ومصالحه في الحكم، وحمّله وزير الخارجية ظريف المسؤولية عن تعكير العلاقات مع العالم العربي، وكأنّي بوزير الخارجية يحاول أن يقول إنّه من دعاة الإنفتاح على العرب وتحسين العلاقات معهم، ولكن، من أسف شديد، نرى في المقابل أنّ الدور العسكري الذي يلعبه اللواء قاسم سليماني قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الايراني الذي وزّع صوَراً لنفسه في الفلوجة التي شهدت ارتكابات وجرائم فظيعة في حق أهل السُنّة، وهو ما أثبتته العشائر السنّية التي تحدثت عن أشد المجازر وحشية بحق ابنائها، ناهيك بنزوح الأهالي شبه الجماعي.

اضافة الى ان معركة تحرير الفلوجة لم تنته بعد كما ادعى رئيس الحكومة العراقي حيدر العبادي، بل لا تزال الحرب كرّاً وفرّاً بين الاطراف المتحاربة.

ولم يقف الامر بسليماني عند هذا الحد، بل تجاوز بغطرسته وعجرفته كل الحدود، في محاولة منه للنيل من البحرين، التي قام بتهديدها عقب إسقاطها الجنسية عن الشيخ عيسى قاسم والذي يعد أبرز مرجع شيعي في البحرين، وهو يقود المعارضة ضد النظام ويوالي طهران على حساب مصلحة بلده، مستغلاً في الوقت ذاته اعتقال الشيخ علي سلمان، معتبراً إياه غير قانوني، مهدداً ومتوعداً السلطات البحرينية.

ولكن هل نسي سليماني أو تناسى المعتقلات في إيران والتي تعج بكل معارض في البلاد، ناهيك بسجناء الرأي، وأصحاب الفكر الحر، إضافة الى السياسيين الذين يندرجون تحت مسمّى الاصلاحيين.

وكل هؤلاء غير مرتبطين بدول أخرى تدعمهم وتؤلبّهم على حكوماتهم، بل هم من صلب النسيج الوطني الايراني، ويعملون لمصلحة بلادهم… فيعتقلون أو ينفون أو… يعدمون.

والمقارنة هنا غير جائرة بين هؤلاء وبين من باع نفسه لإيران ويخضع لتعليماتها وينفذ أوامرها.

هكذا إذاً… قاسم سليماني يوزع تهديداته كيفما يشاء، ويتنقل من بلد عربي الى آخر مصدراً الأوامر والتعليمات لعناصره في »فيلق القدس« وللميليشيات التي تخضع لطاعته، موجهاً اياها تحت عناوين مثل الجهاد ومحاربة التكفيريين، هذه التهديدات ألا تعتبر تدخلاً سافراً في شؤون الغير؟

وبالإضافة الى هذا، لم يكتفِ قاسم سليماني الذي انتقل من الفلوجة في العراق الى ريف حلب في سوريا، حيث وقعت مجازر هي أيضاً وحشية، وقد جاء بمجازره الى حلب بعد الخسائر الفادحة التي تكبدها الحرس الثوري و«حزب الله» في ريف حلب.

هذا يعطينا صورة معبّرة عن أنّ إيران تقول الشيء وتفعل نقيضه، وهذا منبثق من مبدأ التقية التي هي نهج حياة عندهم.

عوني الكعكي