IMLebanon

من غزّة إلى سيناء “ديبلوماسية” مليارات الدولارات

 

تراجعت كل الملفات ليتقدَّم ملف غزة. هل من «ضابط الكل» استخدم «مسيَّرة استراتيجية» فوق هذا القطاع ليعيد رسمَ خارطة المنطقة وتوزُّع الفلسطينيين؟ إنها لعنة التاريخ والجغرافيا، شعبٌ يقول إنه وجد أرضه، هي «أرض الميعاد»، وشعبٌ اقتلِع من أرضه ويفتشون له عن أرض منذ العام 1948، حيناً يقولون إنّ الأردن هو الوطن البديل، حيناً آخر لبنان هو الوطن البديل. جاء اتفاق أوسلو ليعطي الفلسطينيين 23 في المئة من الأراضي الفلسطينية، ولا خيار سوى القبول. اليوم كل هذه النظريات سقطت، لا الأردن أصبح الوطن البديل، ولا لبنان بالتأكيد، الضفة الغربية أقل من دولة وقطاع غزة على شفير «الترانسفير»، فهل تكون سيناء «المكمِّل» للدولة الفلسطينية؟ وتتم تصفية القضية؟

 

خطيرٌ مَن هندس هذا السيناريو:

 

أكثر من مليار دولار كلفة الشريط الذي يفصل بين غزة و»غلاف غزة»، فكيف لا يدق جرس الإنذار؟ كل «السيناريوات» التي قُدِّمَت لا تشفي غليل المدقِّق والعارف بالحد الأدنى من التكنولوجيا، ويجب ألا يغيب عن بال أحد ما تسرَّب من أنّ رئيس جهاز المخابرات المصرية العامة حذَّر رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو من أن شيئاً كبيراً تحضِّره «حماس»، فلماذا لم يأخذ نتنياهو به، وهو ضابط سبق أن قام بأكثر من عملية عسكرية، وراء الخطوط، حين كان في الجيش؟

 

أين نظرية «وحدة الساحات»، من غزة والضفة ولبنان وسوريا واليمن؟ هل تُرِكَت «حماس» تواجه قدرها المحتوم؟ الحرب دخلت يومها العاشر، و»الساحة» الوحيدة التي تحركت هي جبهة جنوب لبنان، ولكن ليس دخول حرب بل دخول مناوشات، وفي كل يوم تُلقى أخبار بأسلوب مناشير مفادها «اتُخِذ قرار المشاركة في الحرب»، ولكن على أرض الواقع ليس هناك شيء من هذا القبيل. أليست مفارقة أن تبدأ الحرب بسيطرة حركة «حماس» على جزء من «غلاف غزة» وتستمر وقد بدأ سكان شمال غزة بالنزوح إلى جنوبها؟

 

ديبلوماسي غربي كبير قدَّم في معرض تقويمه للوضع القائم، القراءة التالية: «إذا كانت الولايات المتحدة قدَّمت لإيران (من خلال الإفراج عن ودائع محتجزة) ستة مليارات دولار في مقابل الإفراج عن ستة رهائن أميركيين في طهران، أفلا تقدِّم مئة مليار دولار لمصر، بعد الإفراج عن مليون غزَّاوي، وأن تقبل مصر بتوطينهم في سيناء؟».

 

هل تُرِكَت غزة لمصيرها؟ هل وقعت «حماس» في الفخ؟ إذا كانت الحروب بخواتيمها، فلننتظر كيف ستنتهي هذه الحرب. «طوفان الأقصى» تحوّل من غلاف غزة إلى «غلاف سيناء».