IMLebanon

من جنيف الى فيينا: انتقال من ادارة الأزمة الى الحل

لكل مؤتمر دولي حول اوضاع المنطقة، توقيته وظروفه. بهذا المعنى، كان مؤتمر جنيف ١ و٢ حول سوريا هو لادارة الأزمة. أما مؤتمر فيينا ١ فيشير في توقيته وظروفه الى أنه يعقد بهدف فض الاشتباك الاقليمي والدولي على مسرح الأزمة السورية أولاً، بهدف ايجاد حل نهائي لعصف هذا الاعصار الذي ينطلق من الأرض السورية ويهدد المنطقة بأسرها. وكان الوضع في سوريا، قبل التدخل الروسي المباشر بما عرف ب عاصفة السوخوي، يتجه نحو قضم الأرض والنظام السوري بكل الوسائل المتاحة وتوظيف كل الطاقات بما فيها الارهابية، من أجل اسقاط النظام، دون النظر الى ما يمكن أن يحدث بعده. عاصفة السوخوي أملت على واشنطن التحرك بسرعة بهدف الحد من الأضرار، وعدم ترك الساحة الى روسيا وحدها، ما يجعلها تتفرد بقطف الثمار لصالحها فقط!

مؤتمر فيينا أحدث استدارة حادة في اتجاه الأحداث. وبينما كان الطرف الساعي لاسقاط النظام بالقوة العسكرية مهما كلف الثمن، متمسكاً بموقفه هذا حتى النهاية، اصطدم فجأة بالجدار الروسي، وهو الأمر الذي دفع به الى الانتقال من التصلب الصارم الى نوع من المرونة المحسوبة. وما كان متعذراً على التحقيق قبل التدخل الروسي أصبح ممكناً بعده… وهكذا انقلب المشهد من رفض أي اعتراف لدور ايراني في الحل، الى الجلوس مع ايران حول طاولة واحدة للحوار في فيينا. غير ان السؤال الحقيقي الذي لا يزال معلقاً في الهواء هو: كيف يمكن البحث عن حل للأزمة السورية غايته استعادة الوحدة أرضاً وشعباً، قبل ايجاد حل أكثر إلحاحاً لأزمة الارهاب التكفيري الذي يخض المنطقة بأسرها ويهدد باغراقها بفوضى دموية لا نهاية لها؟

مؤتمر فيينا هو مجرد بداية فقط. والوقت الحقيقي اللازم لتوصله الى حل لأزمة سوريا والمنطقة، هو الوقت اللازم للاتفاق بين واشنطن وموسكو على القاعدة التي تحدد ملامح النظام العالمي الجديد!