العلم الفلسطيني يرتفع في الأمم المتحدة. نتنياهو في حالة ضياع في صراعه مع الإتحاد الأوروبي وإدارة الرئيس باراك أوباما حول مبدأ حل الدولتين. مشروع قرار الإعتراف بدولة فلسطين في مجلس الأمن قاب قوسين أو أدنى من التحقق وبدعم من كامل الأعضاء الدائمين لمجلس الأمن دون إستثناء.
روسيا تكثف من حضورها العسكري في سوريا مع تأكيدها على إحترام مقررات جنيف (1) من أجل الحل السياسي. كذلك صدر عن مجلس الأمن قراران بشأن الأزمة السورية :
الأول : هو القرار المتعلق بتشكيل لجنة تحقيق دولية للكشف عن الجهات التي استخدمت السلاح الكيماوي في سوريا.
والثاني : هو القرار الذي تبنى مقترحات السيد دي مستورا للحل في سوريا على قاعدة إحترام مقررات جنيف (1).
وهكذا فالحل السياسي في سوريا يبنى على قرارات الشرعية الدولية وقد يكون التنفيذ روسياّ. خاصة وأن الضباط الكبار في الجيش السوري الموالي للنظام كما كبار الضباط في الجيش السوري الحر كانوا قد تلقوا تدريبهم العسكري في روسيا.
فهل سيتم تشكيل حكومة إنتقالية من كبار الضباط في هذين الجيشين؟ ويكون ذلك برعاية مجلس الأمن؟
وبهذا تكون إدارة الرئيس باراك اوباما قد انهت ولايتها الثانية بحل المشاكل الكبرى في الشرق الأوسط بعد ان كانت قد حلّت ديبلوماساً مشكلة الملف النووي الإيراني والقطيعة مع كوبا ورسمت حدوداً واضحة لحركة العسكريتارية في كوريا الشمالية.
فأين محور الممانعة من هذه الوقائع السياسية وهل ستستمر إيران في محاولة زعزعة إستقرار دول العالم العربي؟ وهي التي تتنازل عن جزء من سيادتها على أراضيها مقابل رفع الحصار الإقتصادي عنها.
لقد أسقطت إيران الدولة شعارات إيران الثورة عن حائط جامعة طهران بإزالة شعارات «الموت لأميركا» و» أميركا الشيطان الأكبر».
وقال وزير خارجية بريطانيا من طهران « إن علاقتنا بإيران تتحدد على ضوء موقفها من إسرائيل» فهل شعار «إسرائيل يجب أن تزول من الوجود» لايزال صالحاً للإستخدام من قبل إيران الدولة وميلشياتها العربية؟
وكرَّر الرئيس الأميركي موقفه بعد لقائه بالملك سلمان بأنه «على إيران أن تتوقف عن زعزعة إستقرار دول الشرق الأوسط».
فإيران التي تسعى، من خلال رفع العقوبات الإقتصادية إلى الدخول في السوق العالمية لابد لها وأن تخضع لشروط السوق. وأولى شروط السوق هو إحترام القوانين الدولية القائمة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
فاليمن ستعود إليها شرعيتها بناءاً للقرار الدولي 2216. وحكومة الرئيس حيدر العبادي ستتحرر من ضغط الميليشيات العراقية الموالية لإيران وبدعم من السيد السيستاني في النجف الأشرف. وسوريا الجديدة لامكان للنفوذ الإيراني فيها. فالشعب السوري سيحكم نفسه بنفسه بعد إجراء إنتخابات تشريعية بإشراف دولي وذلك بعد تشكيل حكومة إنتقالية كاملة الصلاحية بناءاً لمقررات جنيف(1).
اما في لبنان فلقد تهاوت شعارات المراحل السابقة الواحد تلو الآخر : فشعار «المقاومة التي تحرر تحكم» أهدرته سياسات قيادة «حزب الله» التي اعتمدت منطق الغلبة في العلاقة مع الأطراف السياسية اللبنانية الأخرى، لابل مع جماهير هذه الأطراف السياسية المدنيين العزل، كما حدث في 7 أيار 2008.
والكتاب الذي أصدره الوزير علي حسن خليل، المقرَّب من دولة الرئيس نبيه بري، بعنوان «أسرار من حرب تموز» أعطى صك براءة لدولة الرئيس فؤاد السنيورة عن مواقفه السياسية خلال عدوان إسرائيل في تموز 2006 بعد أن كان الأمين العام لحزب الله قد إتهمه بالتواطوء مع العدو الصهيوني خلال العدوان في خطاب مهرجان النصر الإلهي في 20 أيلول عام 2006. وهو، أي السيد حسن نصرالله، نفسه كان قد شكر الجهد السياسي والديبلوماسي للحكومة في الأسبوعين الأخيرين من الحرب والرئيس نبيه بري أطلق عليها تسمية «حكومة المقاومة السياسية» بعد إنتهاء العدوان بأسبوعين.
وكذلك اللجوء «للقمصان السود» من قبل «حزب الله» للتهديد بالفتنة السنية-الشيعية إذا ما أعيدت تسمية دولة الرئيس سعد الحريري ثانية في الإستشارات الملزمة، مما دفع الزعيم وليد جنبلاط، ودرءاً للفتنة، بالتخلي عن تسمية دولة الرئيس سعد الحريري لمصلحة الرئيس نجيب ميقاتي.
وكذلك فإن شعار «الأكثرية الفعلية والأكثرية الوهمية» والذي تم رفعه بعد الإنتخابات التشريعية عام 2009، قد سقط لأنه بُني على أرقام مزوّرة أصلاً. فلقد منع «حزب الله» وبالقوة الفعلية مندوبي اللائحة الإنتخابية المنافسة من الدخول إلى أقلام الإقتراع مما سمح بالتلاعب بعدد أصوات المقترعين في منطقة بعلبك-الهرمل.
أما شعار «طريق القدس يمر في القصير والقلمون والزبداني» في سوريا فلقد دحضته وقائع الخطة (ب) التي تشير إلى تغيير في التوزيع الجغرافي للديمغرافيا السورية بحيث يتم تهجير أهل البلدات السورية السنية المحاذية للحدود اللبنانية وذلك من أجل حفاظ الرئيس بشار الأسد على سيطرة الخط الممتد من الساحل السوري حتى دمشق مروراً ببلدات القلمون. وهذا ما لن يتحقق.
وهكذا فإن تعدد الطرقات قد أثبت أن القضية (فلسطين)، لم تكن إلا شعاراً لخدمة المصالح الإستراتيجية للدولة الإيرانية التي دعا أحد مسؤوليها لإنشاء خلافة إيرانية عاصمتها بغداد. وأطلق وزير خارجية إيران السيد محمد جواد ظريف على منطقة العالم العربي تسمية «منطقة الخليج الفارسي الأوسع» في مقالة نشرها في الواشنطن بوست.
«طلعنا سالمين» قالها الأمين العام لحزب الله في إجتماع ضم كوادر الحزب مؤخراً أي أنه لم يصبنا كحزب الله، ما أصاب الحوثيين وبشار الأسد.
والسؤال يبقى ما مصير المطلوبين للعدالة الدولية من قيادات حزب الله؟
وهل سنرى يوماً قوات اليونفيل تنتشر على طول الحدود اللبنانية السورية تنفيذاً للقرار 1701 وبهذا لم يبقى من «حزب الله» إلا أن يكون حزب نصر الله.