إلى من كان جدُّه كمال جنبلاط… وإلى كلِّ وارث زعامة أيّاً كان جده، فإنَّ خير ما يُسدى إليه من هديّة ووصيّة هي «كوفيةٌ» لكمال جنبلاط مؤلفة من أربعة وثلاثين بنداً كفعل إيمان بلبنان وردتْ في كتاب «المعرفة زاد الإنسان» (ص. 39-40) ومنها:
– «أؤمن بلبنان صورة للحق والعدل والمحبة، فأرضُه مقدسة وحدوده محترمة وأرزه لا يُمسّ…»
– أؤمن بعظمته وبتمييزه عن جميع دول الأرض بالرقي والشخصية والرسالة…»
– أؤمن بقدسية لبنان وبأنَّ من يعمل ويعلِّم ضدّ لبنان يجدِّف على الله وعلى الضمير البشري وعلى التاريخ…»
ثلاثة بنود تختصر وصايا وطنية لكمال جنبلاط، يصحّ أن تضاف الى مواد الدستور.
أَمّا إلى تيمور تحديداً، فإنَّ ما يشبه الوصية القول الذي ورد في كتاب «التحدي الكبير» (ص. 185) يوم احتدمت المعارك في الجبل الى حدِّ التهديد بهدم قصر المختارة بالطائرات على من فيه، حينذاك قال كمال جنبلاط: «… عندنا بعض الأوراق الشخصية نريد أن نؤِّمن لها مكاناً آمناً لدى أحد إخواننا المسيحيين في المنطقة…»
يا تيمور… إرفع الرأس واحمل تراث جدك الكبير كمال جنبلاط…
من رياض الصلح الى قصر بعبدا
هل سمع أولئك الأصمّاء من نواب وزعماء ووزراء، صرخات تلك الطيور التي ترقص مذبوحة من الألم في ساحة رياض الصلح؟
هل سمع أثرياء الحرب والنهب صرخات المعذبين والمضطهدين والمرضى والعاطلين عن العمل الذين استظلّوا تمثال رياض الصلح تنديداً بتماثيل الحكم؟
هل سمعَ الذين تُذْبح أمام أقدامهم الخراف صرخاتِ الذين يتضورون من الجوع؟ أو أنهم كانوا يتحلَّقون حول طاولات الميسر يقامرون بأموال الشعب، أو حول طاولات المآدب يعاقرون نبيذاً أحمر بلون الدم؟
فخامة الرئيس:
هُنا… ينهبون المال الأسود ويسكرون بزجاجات النبيذ الأحمر، ويظلّ يرشح من أثوابهم الزيت، وهناك حيث العدوّ، لأنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي
بنيامين نتنياهو تلقّى هدية زجاجات من الشمبانيا غالية الثمن يخضع ثلاث مرات للتحقيق على يد الشرطة في كانون الثاني الماضي.
وفي كانون الثاني الماضي إنتحر القاضي المصري وائل شلبي أحد نواب رئيس مجلس الدولة بسبب اتهامه بتلقي الرشوة.
وأمس… أمس استقال وزير الداخلية الفرنسي برونو لورو على أثر التحقيق معه بتهمة توظيف إبنتيه في البرلمان.
وفي المقابل: رئيس الفيليبين رودريغو دوتيرتي (Doterty) هدّد المسؤولين الفاسدين في الحكومة برميهم من طائرة هليكوبتر من الجو…
فخامة الرئيس: الآن… الآن وليس غداً…
إنْ لم يحاكَم الذين «مِنْ أين لهم هذا» وإن لم ينتحروا أو يستقيلوا، فما عليك إلا أن ترميهم من طائرة هليكوبتر من الجو…
فمَا لكَ بعدَ هذا اليومِ يومٌ فإنْ لم تستطعْ لنْ تستطيعا.