IMLebanon

من لبنان إلى باريس…

من لبنان الى باريس الارهاب نفسه، والمشهد نفسه، والوجع نفسه…

لكن من لبنان الى باريس الواقع يختلف!

في باريس الأفرقاء السياسيون يتّحدون ولو لم يتفقوا في هذه الاوقات. وفي باريس كل فرنسا تتألم وتغضب وتشعر مع الآخر، وليس الوجع مناطقياً أو فئوياً.

في باريس لم نر صوراً لجثث الضحايا، فحرمة الموت محترمة ومشاهد الدماء والأشلاء لم تنشر على الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي. في باريس لا يدخل الناس والصحافيون مسرح الجريمة لالتقاط الصور وعرقلة عمل فرق الاسعاف والقوى الأمنية المختصة.

في باريس الإعلام يحترم ظروف هذه المحنة ولا يركض وراء “السكوب” الرخيص حتى أثناء الموت!

في باريس تتخذ تدابير، فتقفل الحدود وتعمّم الاجراءات لتشديد الأمن في كل النقاط المهددة!

في باريس قيمة الانسان مهمة لذلك يحترمون الروح!

أما في لبنان، فهل اعتدنا مشهد النعوش والشهداء والانفجارات والموت، فأصبح كل ذلك خبراً اعتيادياً يصدمنا لبعض الوقت ومن بعدها نعود وكأن شيئا لم يكن، من دون إجراءات لتفادي تكرار هذه الاحداث ومن دون وحدة في الدقائق الصعبة ومن دون حرمة لعائلات الشهداء؟

لكن من سأل نفسه: لماذا في باريس كانت ردود الفعل أكبر والهالة أكبر؟ نقول ربما نحن فقدنا إنسانيتنا وذاكرتنا وفشلنا في أن نفرض على سياسيّينا أن يكونوا مسؤولين عن أرواحنا وأمننا!

على كل حال، في هذه الفترة الدقيقة ليس ممكناً سوى القول إن من لبنان الى باريس هذه المرة الارهاب كان نفسه والمخطط نفسه والمنفذ نفسه، وإن هذا الخطر كبير على لبنان واللبنانيين والمنطقة. وكوننا مهددين بهذا الخطر يجب على المسؤولين والحكومة وضع خطة عمل، لأنه كما الحدود الفرنسية – البلجيكية خطرة على فرنسا، فإن حدودنا مع سوريا خطر أكبر. وعدم السيطرة والتشديد وعدم مراقبة اللاجئين السوريين هو خطر كبير، لأن هناك من يمكن أن يشكل قنبلة موقوتة ستنفجر في أي لحظة.

والأخطر من كل ذلك عدم وجود وحدة بين السياسيين وقرار صارم بالعمل من أجل محاربة الارهاب، بينما يعيش ارهابيون بين الناس كما ثبت في التحقيق. فبين المنازل في الاشرفية وجد من يخطط لنزع أرواح الناس ولنزع الاستقرار والأمن مجدداً. وهؤلاء طبعا موجودون في مناطق مختلفة ويخططون لبرج براجنة آخر في مكان آخر وفي يوم آخر باسم الله، وليتهم يدركون أنه لا يمكن أي دين او منطق ان يقبل قتل الأبرياء باسمه!

على الحكومة والأجهزة المختصة وضع خطة صارمة للاجئين السوريين وللحدود اللبنانية ومراقبة من يدخل الى الحدود وتصنيف من يمكن أن يكون منتمياً الى منظمة ارهابية لتوقيفه قبل فوات الأوان.