IMLebanon

من استراتيجية أوباما الى استراتيجية ترامب

 

في البدء كان الخلل السياسي داخل البيت الأبيض: أميركا الديمقراطية والجمهورية في مشكلة مع رئيس مندفع غير مؤهل للحكم، بعد رئيس حذر جعل القيادة من الوراء أساس السياسة الخارجية في دولة عظمى. وهي مشكلة تضاعف مشاكل أميركا في العالم ومشاكل العالم مع أميركا ودونالد ترامب الذي قال السناتور الجمهوري بوب كروكر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ انه يدير السياسة كأنه يلعب دوره في تلفزيون الواقع. وهذا، وسط مواجهة أزمة نووية على حافة الحرب مع كوريا الشمالية وتحويل الاتفاق النووي الايراني أزمة مع طهران وخمس عواصم هي أطراف في الاتفاق.

ذلك أن الخلاف الداخلي مع ترامب ليس على الموقف من ايران بل على أفضل استراتيجية لحماية موقع أميركا في مواجهة المشروع الاقليمي الايراني. فالديمقراطيون والجمهوريون وكبار المسؤولين في الادارة مجمعون على الحاجة الى استراتيجية جديدة ضد الخطر الايراني الذي يرونه متعدّد الأذرع، وان كان التباين هو بين الاحتواء والكبح. وما يطالبون به هو التركيز على الاستراتيجية والتمسك بالاتفاق النووي، لأن الخروج منه يضع الكل في ورطة، ويجعل أطراف الاتفاق في مواجهة مع أميركا التي تجد نفسها وحيدة في مواجهة ايران.

 

أما ترامب المهجوس بنقض كل ما فعله الرئيس باراك أوباما، فانه يجعل الخروج من أسوأ اتفاق جزءا من تطبيق الاستراتيجية. وهو ينطلق من كون الاتفاق جزءا من رهانات أوباما على سياسة خارجية تمثل ايران مركز القوس فيها، كما قال بن رودس نائب المستشار والأقرب الى الرئيس السابق في حديث مع نيويورك تايمس. إذ كان هدف أوباما من اعطاء الأولوية للاتفاق النووي هو فك عملية ارتباط كبيرة مع الشرق الأوسط وإعطاء أميركا مساحة للخروج من النظام القائم للتحالفات مع دول مثل السعودية ومصر وتركيا واسرائيل للالتفات الى المحور في الشرق الأقصى، حسب بن رودس.

وعلى العكس، فان ايران هي بالنسبة الى ادارة ترامب مركز قوس الأزمات ومزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط وراعية الارهاب. والهدف المباشر في الاستراتيجية الجديدة هو قطع أذرع المشروع الايراني في المنطقة وتجفيف منابع التمويل لحزب الله والحرس الثوري. والمقاربة هي العودة الى تمتين التحالفات القديمة في المنطقة ورسم سياسة أميركية واضحة في العراق وسوريا واليمن.

لكن أميركا ليست اللاعب الوحيد في اللعبة الكبيرة. فلا ما تستطيع فعله طهران قليل. ولا مجال لتجاوز الدور الروسي المهمّ والمتجدد في الشرق الأوسط بعد الانخراط في حرب سوريا.