IMLebanon

من الرفض الى قبول  الحلول الوسط ؟

الرئيس فلاديمير بوتين يضيف هدفين الى الأهداف الأساسية من العملية العسكرية الروسية في سوريا. أولهما اختبار الأسلحة المتطورة التي أثبتت فاعليتها من أجل تحسين القدرة والدقة. وثانيهما تدريب الجيش على أرض المعركة، حيث من الصعب أن نخترع صيغة أفضل للتدريب. وهو يرد على الذين يتحدثون عن ضغوط الوضع الاقتصادي والمالي الروسي على امكان استمرار العملية بالقول إن تمويل العملية يؤمنه جزء من أموال التدريب، وبالتالي نستطيع أن نتدرب لمدة طويلة من دون الإضرار بالموازنة. لا بل انه يقلل الحاجة الى قاعدة عسكرية في سوريا، لأن روسيا تملك أسلحة قادرة على مواجهة التحديات من على بعد ٤٥٠٠ كيلومتر. والعملية مستمرة ما دامت العمليات الهجومية للجيش السوري مستمرة، وعندما نرى انطلاق عملية سياسية فسنقول للسلطات السورية إن الوقت حان لوقف النار والشروع في التفاوض.

والسؤال هو: هل دقت ساعة التسوية السياسية في سوريا بالتقارب الأميركي – الروسي نحو خطة يرى بوتين ان على دمشق قبولها ولو كان فيها نقاط لا تعجبها؟ الى أي حد يمكن في التفاوض على أساس بيان فيينا-٢ ربط التفاوض بوقف النار، على عكس ما حدث في المفاوضات على أساس بيان جنيف-١؟ وهل تكون التسوية هي بطاقة الضمان للنجاح في القضاء على الارهاب أم ان هزيمة الارهاب هي التي تفتح الطريق الى التسوية، كما هو الموقف المعلن للرئيس بشار الأسد الذي قال مؤخراً انه يمكن انهاء الحرب خلال سنة، اذا انصبت الجهود على محاربة الارهاب بدل محاولات الاطاحة به؟

الواضح ان ما في الخطة الأميركية هو ما تقبله روسيا في خارطة الطريق. فالخلاف على مصير الأسد مستمر. الرئيس باراك اوباما يقول انه لا تغيير في موقفه الذي خلاصته لا مكان للأسد في مستقبل سوريا. وبوتين يقول أيضاً انه لا تغيير في موقفه وهو ان روسيا لن تقبل أبداً أن يفرض أحد من الخارج من يحكم سوريا. وما أكدته تجارب المفاوضات في كل زمان، اذا كان مطلوباً لها النجاح لا الفشل، هو أنه لا أحد يحقق كل ما يطلبه. والفارق كبير بين سقف المعارضة التي اجتمعت في الرياض وبين سقف النظام، ثم بينهما وبين السقف الأميركي والسقف الروسي وحتى بين السقف الأميركي – الروسي. فلا أحد يخرج من التفاوض كما دخل. ولا بديل من الحل السياسي في سوريا كما يقول بوتين الذي يدعو الجميع الى قبول الحلول الوسط.

والمشكلة ان ما قاد الى حرب سوريا وجعلها طويلة هو رفض الحلول الوسط.