Site icon IMLebanon

من ابتسامات ظريف الى أسنان سليماني

 

الرئيس حسن روحاني يستخدم سلاحا بعد آخر في مواجهة أميركا. أيام الرئيس باراك أوباما والوزير جون كيري وإغراء الاتفاق النووي كان السلاح هو ابتسامات وزير الخارجية محمد جواد ظريف. وأيام الرئيس دونالد ترامب والوزير مايك بومبيو وخروج واشنطن من الاتفاق النووي واعادة فرض العقوبات، فان السلاح هو أسنان الجنرال قاسم سليماني. أقل ما قاله روحاني لترامب هو لا تلعب بذيل الأسد لأنك ستندم. والمعادلة التي وضعها هي السلام مع ايران أم كل سلام، والحرب معها أم الحروب. وأبسط ما ردّ به ترامب، وهو يستعد لفرض عقوبات قاسية ضمن سياسة الضرب على الجيوب، ان أميركا تخيف ولا تخاف.

وما أشبه الليلة بالبارحة. سيناريو، التهديدات المتبادلة بين روحاني وترامب يعيد التذكير بسيناريو التهديدات التي جرى تبادلها بين ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون. لكن التشابه يتوقف هنا. فالسيناريو الكوري قاد الى قمة بين ترامب وكيم انتهت بتفاهم عام على تحسين العلاقات والعمل لنزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية. والسيناريو الايراني مرشح لأن يقود الى صدام ما. فلا واشنطن مستعدة للتراجع عن الضغوط والعقوبات على ايران ومن يشتري نفطها لدفعها الى اعادة التفاوض على تعديل الاتفاق النووي وسلوكها في المنطقة. ولا طهران تريد أو تستطيع اعادة التفاوض وابتلاع كلام المرشد الأعلى علي خامنئي الرافض للحوار مع أميركا لأنه يعني الاستسلام، والقائل ان العداء للشيطان الأكبر هو المبدأ وأساس الثورة الاسلامية ولن ينتهي بالمفاوضات.

ذلك ان الاستراتيجية التي عنوانها كبح النفوذ الايراني هي مركز الاهتمام الأميركي. فالوزير بومبيو يقول: نعمل نحن وشركاؤنا في المنطقة على ردع السلوك الايراني الشرير وتحجيم الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان وسوريا. وروحاني يؤكد ان قواتنا حاضرة في العراق وسوريا، وان ايران تفخر بأعمالها في سوريا والعراق ولبنان. وهو يتحدث عن فرصة لتحسين العلاقات مع الجيران بشروط صعبة على السعودية والامارات والبحرين في مناخ اقليمي ودولي ليس مناخ تفاهم مع طهران.

ولا شيء يوحي ان أميركا تخطط لحرب عسكرية ضد ايران، وهي تعرف خطورتها وترى البديل في حرب اقتصادية. ولا أحد يعرف ان كانت طهران تريد، بصرف النظر عن المبالغات وتهديد وجود خمسين ألف عسكري أميركي في المنطقة، الوصول الى صدام واسع مع أميركا. لكن الواضح ان الخطاب الأميركي عن تغيير السلوك لا النظام هو حيلة في نظر طهران، لأن السلوك والنفوذ الاقليمي من ثوابت الدور والقوة في الجمهورية الاسلامية.