يرتفع ضجيج «تأجيل الإنتخابات النيابية»… أصوات من هنا وأصوات من هناك والمضمون واحد: نذير شؤم بأننا متجهون الى تأجيل الإنتخابات النيابية العامة وليس الفرعية وحسب!
هكذا ببساطة…
قبلُ، كان إذا تكلّم أحدٌ عن تأجيل الإنتخابات (ولو على مستوى الفرعية) انبرى وزير أو مسؤول ليتحدّث بالنفي، أو باستبعاد الإحتمال… حتى ولو كان حديثه من باب رفع العتب وذر الرماد في العيون.
أما هذه الأيام فالكلام يتناسل، وسط سكوت مُريب من أهل السلطة. وبالذات من المعنيين بالموضوع. ونود أن نصارحهم بأن السكوت ليس (هذه المرّة) من ذهب، ولا من فضة، ولا هو من تنك… إنه فقط من التردد والتخاذل.
ونود أن نتوجه بالكلام، مباشرة الى العهد العوني والى سيده الجنرال ميشال عون الذي إنبثقت رئاسته من إرادة الناس ومن طموحات الناس ومن آمال الناس ومن أحلامهم أيضاً.
كتبنا هنا قبل أن يصبح تأجيل الإنتخابات النيابية الفرعية «قَدَراً محتوماً»، نقول: إن التأجيل يعني ضربة للعهد. واليوم نذهب أبعد وأبعد لنقول: إنّ تأجيل الإنتخابات النيابية العامة المقررة، أصلاً، في الربيع المقبل يعني ضربة قاصمة للعهد توازي مقتله معنوياً، وتسقطه في عيون الداخل والخارج.
ونحن من المؤمنين بفخامة الرئيس ميشال عون، ومن الذين لا يمكنهم أن يتصوروا، ولو للحظة واحدة، إنّ رئاسته يمكن أن يتخلّلها تأجيل للإنتخابات النيابية… مهما كانت الأسباب الموجبة. وليس ثمة موجب أكثر من إجراء الإنتخابات النيابية في موعدها بعد التأجيل الثالث.
بَلَعَ اللبنانيون، ونحن منهم، التأجيل الثالث الذي تمّ في الربيع الماضي. قلنا يومها (كما قال كثيرون) إنّ «الظروف غير مؤاتية»، وإن التأجيل هو لاكتمال العهد الثاني لمجلس النواب، وانها مسألة أشهر. وقلنا: العهد في بداياته وهو يسعى الى تثبيت مرتكزاته… وإن الإنتخابات النيابية العامة آتية، وستكون مقوِّماتها في الإنتخابات الفرعية (بديل عن الرئيس عون في كسروان، وبديلان عن كل من المرحوم ونوس العلوي وفاضل الأرثوذكسي المستقيل في طرابلس)…
وكانت الخيبة!
وتحدثنا عن المخاطر المعنوية وارتداد تجاهل إجراء الإنتخابات الفرعية على العهد. واليوم نقول بالفم المليان: يا فخامة الرئيس لن يتقبل اللبنانيون ألاّ تجرى الإنتخابات النيابية. لا يتقبلون عدم إجرائها في عهدك بالذات. ولا يتفهمون أي تأجيل. قد لا يتقبلون ولكنهم يتفهمون إجراء الإنتخابات في عهد آخر، ومع رئيس سواك. أما مع ميشال عون وبرمزيته الكبرى ورئاسته القويّة فلا يتقبلون.
هذه حقيقة يجب أن تكون معلومة ليس لدى فخامة الرئيس وحَدَه بل أيضاً لدى أركان عهده جميعاً.
ونود أن نختم بأننا، على الصعيد الشخصي، مازلنا نقول (… بل ونراهن) أنّ الإنتخابات النيابية العامة آتية في موعدها… فمن رفض التمديد بشراسة وهو نائب، لن يقبله وهو في سدة الرئاسة وقد أقسم على الدستور. بل لا نستغرب أن يتم تقديم النيابية العامّة بضعة أسابيع.