Site icon IMLebanon

من أزمة سوريا الى إحياء عمليّة السلام وتقليص النفوذ الإيراني

من أزمة سوريا الى إحياء عمليّة السلام وتقليص النفوذ الإيراني قمّة عمان تجول على المحاور الساخنة والعين على موقف لبنان

إلى القمّة العربية في عمان يحمل لبنان جوّ التوافق الذي حكم مفاصل العمل السياسي منذ الحادي والثلاثين من تشرين الاوّل الفائت تاريخ انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، مختتما من خلال مشاركته في اجتماع القمّة الشهر الخامس من عمر العهد.

ويأتي اجتماع القادة العرب هذا العام مطعّما بنكهة لبنانية خاصة تتمثّل بوفد رفيع يجمع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة جنبا الى جنب بما تمثّله هذه الخطوة من وحدة لبنانية شكلا ومضمونا، لا سيما بعد تصريح الرئيس سعد الحريري من مصر بأنّ كلمة الرئيس عون أمام القمّة ستمثّل لبنان وطموح اللبنانيين.

وتحضيرا للقمّة، تكثّفت الاجتماعات الرئاسية في الأيام القليلة الماضية لوضع اللمسات الأخيرة على خطاب عُمل عليه بعناية ليكون موحّدا جامعا مستوحى من خطاب القسم، يتخطّى الحساسيات ويبرز الوجه الجديد للعهد والذي حرص الرئيس عون على تعميمه عربيا وخليجيا بعد زياراته الى كلّ من الرياض والقاهرة وقطر والاردنّ.

وإلى مشاركة لبنان المميّزة في عمان هذا العام، فإنّ أمام القادة العرب عوامل عدّة سيكون لها التأثير المباشر على أعمال القمّة، وهي تتلخّص بحسب مراقبين بالآتي:

{{ أوّلا، عدم مشاركة سوريا في المؤتمر وما يشكّله هذا التغييب عاما بعد عام من معضلة أساسية تطال فاعلية العمل العربي المشترك وتشكّل حجر عثرة أمام وحدة الصف العربي في التعامل مع حرب دخلت عامها السادس، في وقت ينظر الغرب الى النظام في سوريا كطرف أساسي في التفاوض بعد أن كان يطالب بدءا برحيله تمهيدا لبدء المفاوضات السياسية.

{{ ثانيا، تلتئم القمة العربية على وقع إعادة تصويب العلاقة الأميركية- السعودية مع إنطلاقة ولاية الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب، وقد تجسّد هذا الإنعاش للعلاقات في استقبال ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في البيت الأبيض الاسبوع الفائت في زيارة هي الأولى لمسؤول خليجي رفيع الى الولايات المتحدة في عهد الرئيس ترامب، مع ما تحمله هذه الخطوة من أهمية بالغة على صعيد تعاون البلدين في قضايا المنطقة لا سيما بعد فتور العلاقات بين واشنطن والرياض في ظلّ إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما تزامنا مع توقيع الاتفاق النووي بين ايران والدول الست. وفي هذا الإطار أتت زيارة الملك سلمان بن عبد العزيز الى العاصمة الأردنية قبل موعد القمّة بيومين لإجراء محادثات رفيعة مع نظيره الأردني تصبّ في خانة تنسيق المواقف من مجمل القضايا المطروحة.

{{ ثالثا، الموقف المصري في ما خصّ الأزمة السورية ورغبة القاهرة في تصليب موقف عربي شبه جامع بهدف التصدي للتحديات التي تواجه الدول العربية، هذا الى جانب الاهتمام المصري بالأزمة المستحكمة في ليبيا.

{{ رابعا، اضطلاع عدد من الدول العربية في مسعى لا يزال خجولا لبلورة توجّه عربي نواته القاهرة والرياض يضيئ على القضايا التي تعصف بالمنطقة وخصوصا مسألة الحرب على الإرهاب، على أن ينتج عن هذا التحرّك تصوّر مشترك لمقاربة هذه المسائل مع عواصم القرار في الغرب.

{{ خامسا، الرغبة الأميركية الشديدة في تحريك مسعى السلام في إطار الصراع العربي- الاسرائيلي ويبرز في هذا السياق ما أعلن عنه الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بأنّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيطرح مبادرة سلام جديدة مع اسرائيل خلال أعمال القمّة.

ويشير المراقبون الى أن المسائل الحسّاسة التي على لبنان التعامل معها، والتي تشكّل محطّ اهتمام البعثات الديبلوماسية في بيروت، تتطلّب جهدا مضاعفا للخروج بالموقف الأقلّ ضرراً الذي يحافظ من جهة على وحدة الموقف اللبناني الداخلي، ويتواءم من جهة ثانية مع التوجّه العربي شبه الجامع حيال هذه المسائل التي تتمثّل في:

أ-الموقف العربي من ايران واستراتيجيتها في المنطقة ربطا بالكباش الأميركي– الإيراني المتجدّد وبالمسعى العربي لإثارة عملية السلام بهدف تقليص النفوذ الإيراني في المنطقة.

ب-الموقف من حزب الله ومشاركته في الحرب السورية ضمن محور المقاومة والممانعة والذي شكّل في الأعوام الماضية مدار سجال وسببا في توتّر العلاقات بين لبنان ودول الخليج.