IMLebanon

من المسجد الأقصى الى هيكل سليمان!

على الرغم من شراسة القمع الاسرائيلي وهمجيته للفلسطينيين بعد الاجراءات الجديدة التي اتخذها الاحتلال حول المسجد الأقصى، فان أصداء هذا العدوان على أحد أعظم المقدسات الاسلامية، لا تزال محصورة في فلسطين وفي الجوار الأردني. ولم يسجل أي تحرّك عربي أو اسلامي، أو على مستوى الجامعة العربية، أو منظمة التعاون الاسلامي. وكانت القدس والمسجد الأقصى في مقدمة أطماع اسرائيل منذ قيام كيانها على أرض فلسطين عام ١٩٤٨. والهدف من ذلك مزدوج. الأول، هو الزعم بأن القدس هي العاصمة الأبدية المزعومة لاسرائيل. والثاني، هو ان موقع هيكل سليمان – في زعمهم – هو بالتحديد في موقع المسجد الأقصى وقبّة الصخرة!

… وقصة هيكل سليمان قصة طويلة. وهو المعبد الذي بناه الملك سليمان ودمّره نبوخذنصر الثاني بعد حصار القدس ٥٨٧ ق.م.. وأعيد بناء الهيكل في المكان نفسه ٥١٦ ق.م، ودمّره الرومان لاحقا. وهناك خلاف بين المؤرخين على موقع معبد سليمان، ولكن الصهيونية الحديثة تستند الى مزاعم قديمة للحاخامات تدعي ان المكان هو في قبّة الصخرة تحديدا! وما ان احتلت اسرائيل القدس في حرب العام ١٩٦٧ حتى سارعت الى القيام بحفريات في العام نفسه في محيط المسجد الأقصى وتحته. وقد مهّدت لذلك بهدم حيّ المغاربة وجعلته مدخلا الى الأقصى أمام جنود الاحتلال والمستوطنين! والهدف المعلن من الحفريات هو البحث عن آثار معبد سليمان أو الهيكل كما يسمّى. وعلى الرغم من هذه السنوات الطويلة من الحفر منذ العام ١٩٦٧ لم يعثر على أي أثر للهيكل!

بعد قيام شارون باقتحام ساحات الأقصى عام ٢٠٠٠، واندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى بكل زخمها، وضع شارون مشروعا لاقتسام الأقصى بين اليهود والفلسطينيين، وحمله فعلا وعرضه على الادارة الأميركية! وكان ذلك يمثل في رأيه حلا وسطا لانهاء الانتفاضة. وفي عام ٢٠٠٧ قامت جمعية يهودية متطرفة ببناء كنيس يبعد ٥٠ مترا فقط عن المسجد لجهة السور الغربي. غير ان أطماع اسرائيل في عهد نتنياهو تذهب الى أبعد من ذلك بكثير. وهي تسير على خطين متوازيين: الأول، اقامة دويلة فلسطينية منزوعة السلاح ولكن خارج فلسطين! والثاني، خلق ظروف درامية تؤدي الى هدم الأقصى واعادة بناء الهيكل مكانه!

… وأصحاب الذهن الغليظ من العرب والمسلمين لم يفهموا ذلك حتى الآن!