Site icon IMLebanon

من حافة الجنون الى حافة التعقل!

قد يصل العالم الى حافة الجنون، ولكنه في النهاية لا يسقط في هاويتها ومع وجود رئيس في الولايات المتحدة الأميركية مثير للجدل مثل دونالد ترامب ورئيس فريد بمزاجه ونظامه وبلاده في كوريا الشمالية مثل كيم جونغ أون، تصبح امكانية حدوث الكوارث التي تعمّ شظاياها أنحاء الكوكب، واردة في أية لحظة! غير أن وجود الكوابح في الحالتين هو الذي يحول دون اشعال شرارة الانفجار… ففي الولايات المتحدة كوابح النظام منه وفيه. وعندما يصل الى البيت الأبيض رئيس الصدفة مثل ترامب وينقصه ما يكفي من الاتزان والتوازن والرؤية، تطوقه كوابح البنتاغون والمخابرات المركزية والكونغرس ومجلس الأمن القومي وغيرها من الكوابح في الدولة والمجتمع. أما في بلد منغلق على نفسه ويعيش الحكم فيه في أجواء مفاهيم تخطاها العصر والزمن، فان الكوابح تأتي من خارجه، من الصديق والحليف. ومهما بلغ الرئيس الكوري الشمالي من التهور والنزق، فانه يستطيع تحدّي تهديدات أميركا، لكنه يصغي بإمعان الى أصحاب النفوذ المؤثر في بلاده، مثل روسيا والصين وبالأخص موسكو. ويبدو أن الرئيس بوتين نجح في اطفاء فتيل الأزمة المشتعل بين واشنطن وبيونغ يانغ حاليا.

***

فترات الجنون الموسمية التي تعمّ العالم بين الحين والآخر، هي حاجة ملحّة بالنسبة لمصالح مصانع السلاح وتجار الحروب في أميركا. وهذا الواقع جعل التاريخ المعاصر سلسلة من نوبات الجنون والحروب والدمار، تعقبها حالات من التعقل والتهدئة والسلام. ولم يكن العالم ليتحمّل نوبة جنون أميركية – كورية شمالية اضافة الى نوبة الجنون في الشرق الأوسط! وهذه الأزمة الأخيرة في المنطقة أنهكت الجميع وأتعبتهم واستنزفتهم في المنطقة، وشمل ذلك الجاني والمجني عليه معا! كما بدأت تتعب العالم من جراء الفيروس التكفيري الذي جرى تفقيسه في مختبرات المخابرات الأميركية، وتفشى في المنطقة، وأخذ يصيب بالعدوى مناطق العالم الواحدة تلو الأخرى. ويبدو ان استراتيجية التهدئة التي يقودها الرئيس الروسي بوتين بدأت تشقّ طريقها بقوة في كل مكان، وتقتنع بها غالبية العواصم الدولية. ومن مؤشراتها الكلام الواضح والصريح الذي أعلنه دي ميستورا المبعوث الأممي الى سوريا من أن شهر تشرين الأول سيكون شهرا حاسما… وبداية تحولات نوعية في سوريا. ومن المؤشرات احتضار تنظيم داعش وأخواته من جرود عرسال والقاع ورأس بعلبك وصولا الى تلعفر. وليس صدفة أن يعرض مجلس الأمن الدولي للكارثة اليمنية، التي لم يعد قادرا على تحمّلها حتى أصحاب الضمائر المتحجّرة في العالم، وعلى المستوى الانساني العام!