اعتاد اللبنانيون، منذ أن بدأوا يُطبقون الإنتخابات النيابية، أن تتمَّ عملية الإقتراع وفق عدة أوراق عليها أسماء الناخبين:
إما ورقة عليها أسماء لائحة واحدة.
إما ورقة مشكَّلة من عدة أسماء ليسوا من لائحة واحدة.
إما ورقة مكتوبة بخط اليد وليست مطبوعة.
الناخب إما أن يأخذ الورقة من داخل قلم الإقتراع، وإما أن تُعطى له من مناصري اللوائح الذين يتجمعون على أبواب أقلام الإقتراع، وإما أن يكون يحمل ورقة سلفاً وتكون جاهزة للإقتراع بها بعد أن يضعها في مغلف يُعطى له داخل قلم الإقتراع.
وفق القانون الأكثري، كانت للناخب الحرية المطلقة في الإختيار كما يشاء، فهو يُشطِّب الإسم الذي يريد شطبه، ويضيف الإسم الذي يريد إضافته، لأنَّ اللوائح ليست مقفلة، كلُّ ما عليه أن يفعله هو أن يُدقِّق في اللوائح التي تُعطى له، لأنَّ هناك اللوائح الملغومة التي يمكن أن تحمل إسماً أو أكثر من لائحة منافسة، كما كانت هناك اللوائح المطبوعة فيها الأسماء بشكل ضيّق جداً بحيث لا يكون هناك مجال أو هامش لشطب إسم ووضع إسم مكانه.
كما هناك اللوائح التي توضع قبل بعض الأسماء فيها الألقاب، كالبيك والشيخ وسعادة ومعالي والسيد والأستاذ، وعند ورود أيٍّ من هذه الألقاب قبل أيِّ إسم يتمُّ إلغاء الصوت الذي يُعطى له.
***
تلك كانت أصول أو نكهة عملية الإقتراع في القوانين السابقة، وصولاً إلى انتخابات العام 2009، وهي آخر انتخابات وفق القانون الأكثري.
اليوم تغيرت عملية الإقتراع رأساً على عقب، للوهلة الأولى تبدو صعبة، لكنها في حقيقة الأمر سهلة، بعكس عملية الفرز، وهي تتم وفق الآتي:
تتولى وزارة الداخلية والبلديات طباعة اللوائح على ورقة واحدة تضمُّ كل أسماء المرشحين، ولا تكون اللائحة مقبولة إذا لم تكن تضم ٤٠% من مقاعد الدائرة. فعلى سبيل المثال لا الحصر، إذا كانت دائرة تضم سبعة مقاعد فإنَّ اللوائح التي تكون مقبولة فيها، هي التي تضم ثلاثة نواب وما فوق، أي ال ٤٠% من عدد نواب الدائرة.
يُعطى لكل لائحة لون معين، والأوراق تكون بيد موظفي القلم ولا تعطى للناخب إلا في لحظة الإقتراع، ولا يستطيع الناخب أن يحصل على ورقة في الخارج وقبل الإقتراع لأنها أوراق لا توزَّع إلا داخل القلم وقبل لحظات من الإقتراع.
بعد تسلم الناخب ورقة الإقتراع، يدخل إلى مكان الإقتراع العازل لإتمام عملية الإقتراع وفق التالي:
يقوم الناخب بوضع إشارة صح بجانب اللائحة التي يريد الإقتراع لها.
ثم وضع إشارة صح بجانب إسم المرشح المفضل أي الصوت التفضيلي.
في حال أعطى الناخب صوته للائحة أ على سبيل المثال، وأعطى صوته التفضيلي لأحد مرشحي اللائحة ب، عندها يحتسب فقط صوته للائحة ويلغى الصوت التفضيلي.
***
لمَن لا يجيدون القراءة فإنَّ الأسماء ستكون مصحوبة بصور المرشحين والمرشحات، كما أنَّ الداخلية ستلحظ أوضاع ذوي الإحتياجات الخاصة بشكلٍ يتيح لهم التعرف على اللوائح والأسماء فيها.
***
هذا ما استطعت تبسيطه لعملية الإقتراع على طريقتي، أما الشوائب، إذا وُجدت، فإنها لن تظهر عملياً، إلا بعد 6 أيار أي بعد العملية الإنتخابية، لأنه عندها تكون ملموسة وبعد اختبار القانون لا قبله.