IMLebanon

من دير ميفوق الى دير مشموشة… ماذا يجري؟

يبدو ان العام الدراسي الحالي لن يمر على خير لاعتبارات عدة وفي مقدمها السجال الحاد والمفصلي القائم بين لجان الاهل والطلاب واصحاب المدارس الخاصة والكاثوليكية منها على وجه الخصوص، اذ ان آخر المعلومات تفيد ان وزارة التربية لم تستطع الاقلاع بالحوار مع المؤسسات التربوية والخاصة والتي تعتبر نفسها اقوى من الدولة ووصية على اولياء التلامذة في كل لبنان فهي التي تضغط في كافة الاتجاهات من اجل الحيلولة دون منعها من زيادة الاقساط المدرسية على خلفية سلسلة الرتب والرواتب، وان كانت هذه المؤسسات قد استوفت سلفاً الزيادات خلال السنين الماضية، حيث لم يكن هناك سلسلة ولا من يحزنون، والاهالي صامتون من اجل مستقبل اولادهم والمؤسسات التربوية لا ترحم ولا تجعل غيرها يرحم، الا ان الخلاف على زيادة الاقساط خصوصاً في المدارس الكاثوليكية احدث ضجة داخل الرهبانية اللبنانية المارونية حيث كان هناك مدارس شبه مجانية تابعة لها رفض بعض المسؤولين عنها اية زيادة على الاقساد نظراً للاوضاع الاقتصادية والمعيشية التي يعيشها اللبنانيون وخصوصاً المسيحيين منهم كما حصل مع مدير مدرسة سيدة ميفوق في وسط جبيل الاب ناجي ابي سلوم الذي اصدر وبالاتفاق مع رئيس الدير الاب ميشال اليان بياناً حدد فيها تكلفة التلميذ الداخلي والخارجي بستماية وخمسون الف ليرة لبنانية فقط مؤكداً عدم اضافة اي زيادة، وقد لاقى هذا الاعلان تعاطفاً كبيراً لدى الشعب برمته وخصوصاً اهالي التلاميذ الذين يدفعون الملايين المضاعفة كقسط عن التلميذ الواحد، ولكن يبدو ان هذا القرار كان مكلفاً للاب ابي سلوم حيث تم نقله من قبل الرهبانية الى دير مار سركيس وباخوس في قرطبا دون معرفة السبب الرئيسي لهذا التدبير مع العلم ان الخوري ابي سلوم يتمتع بالكثير من الاحترام بين كافة عارفيه وبالتالي فان الكتاب الرسمي الذي تم ارساله له لانهاء مهامه في المدرسة لم يبين بوضوح اية اسباب موجبة باستثناء ان للرئاسة العامة الحق في نقل اي راهب من مركز الى آخر مع العلم ان المدرسة تضم حالياً 280 تلميذاً ومن المنتظر وفق سياسة الاب ابي سلوم ان يرتفع الى 350 في السنة 350 في السنة القادمة، الا ان مسألة نقله الى مركز آخر يمكن ان توثر على اقبال التلامذة.

ولكن مصادر الاب سلوم تشرح ان لا شيء جديداً في موضوع الاقساط وانه يرسل كل عام هذا التبليغ للرعية عن طريق مطراني جبيل والبترون من اجل مسألة التسجيل مستغربة الضجة التي اثيرت حوله مع العلم ان للراهب ابي سلوم مواقف علنية سابقة دعا فيها المدارس الكاثوليكية الى العودة الى ضميرها في مسألة الاقساط!! وحالياً يبدو ان الاب ابي سلوم ما زال في مركزه كمدير لسيدة ميفوق ومن المنتظر ان يطيع الامر الرهباني ويغادر نحو قرطبا قريباً، ولكن المدارس على الابواب وتعيين بديل له لم يتم حتى الساعة.

ووفق الوقائع فان اهالي المنطقة المحيطة بدير ميفوق ابدوا استياءهم الشديد من هذه الخطوة خصوصاً وان عشرات القرى النائية تسجل ابناءها في هذا الدير وابدوا تخوفهم من خطوة قريبة يمكن على اثرها اقفال المدرسة نهائياً وهي تضمن تلامذة من عمر ثلاث سنوات وحتى خمس عشرة سنة، وهناك طابق استأجرته الدولة من اجل التعليم الثانوي، وقال الاهالي «للديار» ان الرهبانية اللبنانية المارونية في صدد شراء دير في ايطاليا فيما الناس يموتون جوعاً في لبنان!!! وحددوا ان يوم الجمعة القادم سوف تتم عملية الشراء في روما.

بالمقابل تحدثت معلومات مؤكدة عن توجه بين ستة او ثمانية رهبان من دير مشموشة في جزين الى بلدة مجدلون بالقرب من بلدات دير الاحمر وشليفا وعملوا على بناء بيوت جاهزة كل واحد منها مؤلف من غرفة ومطبخ وحمام في ارض تبرع بها احد الاشخاص وتبلغ مساحتها اكثر من 50 الف متر مربع حيث بدأوا بالزراعة ومد الانابيب البلاستيكية لري المزروعات، وتقول المعلومات ان هؤلاء الرهبان منزعجون من بعض الامور وقرروا الخروج الى خارج «الحصن» والعمل معاً على بلورة صيغة جديدة للعيش باساليب ونمط عيش متقشف على ان يتناولوا وجبة طعام وحيدة في اليوم ويقتاتون من المزروعات التي يعملون على زراعتها وسيساعدهم في هذا الامر عدد من المدنيين الذين قرروا مد يد المعونة اليهم سبيلاً للتفرغ نحو الصلاة والتبشير، يذكر ان الاب مارون غاريوس وهو راهب لبناني ماروني يعيش معهم.

ولم يصدر حتى الساعة عن الرهبانية المارونية اية ايضاحات حول كافة هذه الامور وان كان امر الطاعة والفقر والعفة تفرض على جميع الرهبان التقيد بها وهي نذور رهبانية لا عودة عنها، وبانتظار صدور بعض الايضاحات من الرئاسة العامة التي يمكن ان تعلل الاسباب الموجبة وفق القوانين الكنسية والحقوق المعطاة لها على كافة الرهبان وعندها يتم توضيح الصورة بكاملها.