من كوفية «الختيار» إلى كوفية تيمور .. رحلة «ذبذبات» الرادار الجنبلاطي تثبت الالتزام بالقضية والهوية
السفير دبور يضع الكوفية الفلسطينية على ضريح الشهيد كمال جنبلاط تحت أنظار النائب جنبلاط، الرئيس الحريري، النائب بزي والوزير الحاج حسن
اختار النائب وليد جنبلاط إلباس الكوفية الفلسطينية لنجله تيمور في الذكرى الـ40 لاغتيال والده الشهيد كمال جنبلاط، وإعلان مبايعته لمواصلة قيادة الإرث السياسي.
حضور حاشد ومتنوّع شارك في إحياء ذكرى استشهاد «المعلم كمال جنبلاط» في المختارة، حرص خلاله النائب جنبلاط على إلباس وريثه، الكوفية الفلسطينية، بما تعنيه من رمزية وخيمة تضلّل المناضلين في كافة المراحل والظروف، وتؤكد على مركزية القضية الفلسطينية للعرب والمسلمين والأحرار في العالم، بما تشكّله من جوهر للصراع العربي – الإسرائيلي.
وجاء إحياء الذكرى وخطوة النائب جنبلاط في توقيت حمل جملة من الرسائل والدلالات، تركز على:
– الحضور السياسي لمختلف الأطياف، وحرص رئيس الحكومة سعد الحريري على المشاركة بالذكرى على رأس وفد من «تيار المستقبل»، وتشابك الأيدي مع النائب جنبلاط، في صورة أعادت إلى الأذهان وقوف النائب جنبلاط إلى جانب الرئيس الحريري إثر اغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري (14 شباط 2005).
– مشاركة ممثّلين عن رئيس المجلس النيابي وحركة «أمل» نبيه بري، النائب علي بزي، وأمين عام «حزب الله» السيد حسن نصرالله، الوزير حسين الحاج حسن، في صورة أعادت إلى الأذهان الحلف الرباعي في انتخابات العامين 2005-2009.
– هذا فضلاً عن مشاركة ممثّلين عن «القوات اللبنانية»، «التيار الوطني الحر»، «حزب الكتائب»، حزب الوطنيين الأحرار»، «تيار المردة» وقوى يسارية ويمينية.
– حضور حاشد للسفراء العرب والأجانب، وبينهم ممثلون عن الدول الكبرى، ومشاركة القائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري، بما يعنيه ذلك من عمق العلاقات مع المملكة.
– حضور روحي من طائفة الموحّدين الدروز يتقدّمه شيخ العقل نعيم حسن.
– مشاركة مقاتلين خاضوا غمار ثورة 1958 إلى جانب الشهيد كمال جنبلاط، و«جيش التحرير الشعبي» – قوات الشهيد كمال جنبلاط، الذين كان لهم دور إلى جانب النائب وليد جنبلاط.
– حضور فلسطيني لافت، يتقدّمه سفير دولة فلسطين لدى لبنان أشرف دبور.
لم يشأ النائب جنبلاط إلباس نجله العباءة التي ألبسه إياها شيخ العقل الراحل محمد أبو شقرا، إثر اغتيال والده (16 آذار 1977)، التي ظلّلت المنبر، بل ألبسه الكوفية الفلسطينية موصياً بـ»كوفية فلسطين العربية المحتلة، كوفية لبنان التقدّمية، والالتزام بالأحرار والثوار ومقاومي إسرائيل أينما كانوا، والتأكيد على المصالحة والحوار، والتواصل مع الكرام، ودور دارة المختارة، ومتابعة المسيرة مع أصلان وداليا، والتشديد على أنّ الحياة انتصار للأقوياء في نفوسهم لا للضعفاء».
مواقف وحكم استخلصها «أبو تيمور» من تجاربه، وتعلّمها من والده، صاحب الرؤية التقدّمية النهضوية الصائبة.
أراد النائب جنبلاط شدَّ العصب داخل العائلة، ودارة المختارة، والطائفة الدرزية في لبنان وأماكن انتشارها، والتأكيد على أهمية المصالحة والحوار والتواصل، والعمق مع القضية الفلسطينية، التي هي القضية والهوية، ورمز للعرب وفلسطين.
وبين إلباس الكوفية ونشيد «موطني»، الذي كتبه الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان في العام 1934، وتحوّل من نشيد فلسطين إلى نشيد كل عربي، بعد اعتماد فلسطين نشيد «فدائي»، تفرّد بين الجمع، السفير الفلسطيني دبور بوضع إكليل من الزهر بإسم الرئيس محمود عباس، ووضع الكوفية الفلسطينية فوق ضريح الشهيد كمال جنبلاط، في رسالة مفادها أنّ الكوفية التي اشتهر بها الرئيس الشهيد ياسر عرفات، ستبقى وفية للشهيد كمال جنبلاط ونضاله من أجل قضية فلسطين، التي سيبقى أبناؤها أوفياء لمبادئه التي ناضل من أجلها.
وأصبحت الكوفية الفلسطينية منذ أنْ ارتداها الرئيس عرفات تحمل أبعاداّ متعدّدة، وارتبطت بـ«الختيار»، فهو رمز القضية الفلسطينية.. و«الحطة» رمز «أبو عمّار»، الذي كان يرتديها بطريقة هندسية، عندما يلويها على جبهته تظهر شكل خارطة فلسطين التاريخية، كما يظهر الشكل ذاته على ظهره.
وباتت الكوفية تحضر في التظاهرات المناهضة لأي احتلال، أو سياسة في العالم، وفي كل تجمّعات النضال، وتعتبر من أجمل الهدايا التي تُقدّم للمناضلين الأجانب، وقد حاول الاحتلال الإسرائيلي سرقة التراث التاريخي للكوفية والادعاء بأنّها من تراثه.
كانت بداية استعمال الكوفية في ثورة العام 1936 مع الحاج عبد القادر الحسيني، حيث كان الثوّار يلثمون وجوههم للتمويه، وعدم تمكين سلطات الانتداب البريطاني من تحديد هويتهم.
وأصبح الفدائيون يستخدمونها ويخبئون وجوههم خلفها، من أجل التمويه أثناء نشاطهم الفدائي، ويتباهون بارتدائها حتى جيل الشباب أصبح يرتديها ويعلّقها على أكتافه وفي المنازل والسيارات.
ودخلت الكوفية الفلسطينية موسوعة «غينيس» عن أطول كوفية في بيروت بطول يبلغ 6552 متراً.
كما أصبحت تردّد في الأغاني ومنها أغنية «محبوب العرب» الفنان محمد عسّاف، «علِّي الكوفية».
مناسبة التقطت فيها «ذبذبات» رادار النائب جنبلاط أنّ عمق القضية العربية، هو قضية فلسطين، فالبس ابنه تيمور «كوفية الختيار»، فأطلق رسائله ذات الأبعاد الوطنية بمغازٍ سياسية، متجنّباً الغوص في الملفات السياسية الطارئة.
وكان النائب جنبلاط قد اتخذ قراراً قبل فترة برفع صور الشهيد الرئيس ياسر عرفات إلى جانب صور الشهيد كمال جنبلاط في جميع مقار «الحزب التقدّمي الاشتراكي».