في تقدير سفير دولة عربية خليجية بارزة فإن الإستحقاق اللبناني (الرئاسي) هو مسألة لبنانية وحسب… وبالتالي لا يجوز أن تظل الأطراف اللبنانية تتذرع بالخارج كي لا ينتخب الرئيس.
السفير الذي عُرِفَ عن الدولة التي يمثلها في بيروت انها عملت دائماً لمصلحة لبنان سأل: ماذا يمنع اللبنانيين أن يختاروا رئيسهم أو من يمنعهم؟ ومن يصدّق إنه إذا التقت الأطراف اللبنانية على رئيس بعينه فستقوم قيامة هذه الدولة العربية أو هذه الدولة الإقليمية؟ ويضيف: ولكن يبدو أنّ زمن الوصاية ترك بصماته على الواقع السياسي اللبناني.
ويمضي السفير مقترحاً أن يتوافق الموارنة في ما بينهم على مرشح، وعندئذ سيجدون إجماعاً وطنياً حول خيارهم. إنّ لبنان ما كان ليكون كما هو عليه لولا المسيحيون عموماً والموارنة خصوصاً. وهذا اللبنان الفريد بتكوينه وصيغته يجب أن يبقى منارة في هذه الأمة.
وبحسرة واضحة يقول: ها هي مواسم الأعياد تحلّ في وطنكم وانظر حولي فلا أجد أبناء بلدي ولا سائر أبناء الخليج. وأجزم بأنهم كلهم يطمحون الى المجيء الى لبنان، بل يحبون أن يمضوا إجازاتهم في هذا البلد، إلاّ أن عليكم أنتم، في لبنان، أن تأخذوا المبادرة تجاههم، فيعودون الى السياحة في وطنكم الذي يحبون، بدلاً من أن يتوجهوا جماعات إلى تركيا.
ويطول الحديث (…)
فعلاً إنّ لبنان يفتقد الوجود الخليجي (السياحي) وما يرافقه من نشاط وحراك في الدورة الإقتصادية التي تشكل السياحة جزءاً مهماً فيها.
ولعل اللبنانيين مدعوون لأن يبرهنوا، واقعياً، أنّ بلدهم بخير. على الصعدان كافة، ونكتفي بالإشارة الى إثنين منها:
أولاً – على الصعيد الأمني لايزال لبنان من أكثر البلدان العربية إستقراراً. والثغرة الموجودة في جرود منطقة القلمون السورية حتى جرود عرسال، لا يمكن أن تكون، على خطورتها، مانعاً لمجيء السياح. ثم ليس من بلد عربي لا يشكو ثغرات أمنية أكبر وأخطر. أضف الى ذلك أنّ الدور الذي يؤديه الجيش اللبناني في مواجهة «ثغرة الجرود» هو دور فاعل، وملموس، وربما عجزت عن مثله جيوش دول عديدة.
ثانياً – على صعيد ما يجري في لبنان من حملة ضدّ الفساد الغذائي فإنّ الخارج (عربياً كان أو أجنبياً) ينظر اليها نظرة إيجابية من زاويتين مترابطتين:
1- من جهة هي حملة حضارية أعطت وتعطي نتائجها الفورية في توفير الغذاء (والمواد الغذائية عموماً) بصورة سليمة. وهذا عامل جَذبٍ للسائح وليس عامل تنفير.
2 – ومن جهة ثانية لو أجرى أي بلد في العالم، وبالذات من البلدان المتقدمة والمصنّفة عالماً أول… لو أجرى حملة مماثلة «لتوصل الى النتائج ذاتها» وفق ما قال زائر أجنبي كبير لمرجع روحي قبل أيام.
باختصار انها مسألة لبنانية أولاً وأخيراً، من الرئاسة الى الغذاء… على حد ما يقول السفير الخليجي الذي يحب لبنان والذي يثق بأن لهذا الوطن الصغير المعذب مستقبلاً مشرقاً.