IMLebanon

من الرئاسة إلى خزينة الدولة  أسئلة خطيرة من دون أجوبة

حسناً فعل وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق بأن انتزع من مجلس الوزراء قرار إجراء الإنتخابات البلدية والإختيارية في موعدها في أيار المقبل، وكذلك إجراء الإنتخابات النيابية الفرعية في جزين لملء المقعد الشاغر بوفاة النائب ميشال الحلو.

بهذا الإنتزاع الديمقراطي حرَّك وزير الداخلية مجدداً اللعبة الديمقراطية التي كاد أن ينسيها الناس من كثرة وضعها على الرف. وهذا ليس مستغرباً على الوزير نهاد المشنوق لأنه إبن بيئة حاضنة للديمقراطية فتيار المستقبل ديمقراطي بامتياز، وسلاحه صناديق الإقتراع سواء صناديق الإنتخابات البلدية والإختيارية أو الإنتخابات النيابية أو الإنتخابات الرئاسية.

هذه الثقافة وهذه البيئة هي التي تجعل كل استحقاق ديمقراطي تحدياً بالنسبة إلى التيار الأزرق.

***

ولكن هل يكفي أنَّ وزير الداخلية وحيد في هذا التحدي؟

إن العملية الديمقراطية ليست مهمة شخص واحد، سواء أكانت إنتخابات بلدية واختيارية أم إنتخابات رئاسية، فالمسألة تحتاج إلى تضافر جهود الكثير من المسؤولين.

يأتي في طليعة المسؤولين عن هذه العملية رئيس الحكومة الذي صودف هذه المرة أنَّه الرئيس تمام سلام، فهل سيكون أداؤه هذه المرة، في مقاربة ملف الإنتخابات البلدية، أفضل من مقاربته لسائر الملفات وفي مقدّمها النفايات؟

***

لكن في ظلِّ كلِّ هذه المماحكات فإنَّ هناك وضعاً خطيراً لا أحد يريد أن يخرج به إلى العلن، لكن خطورته أنَّ التستر عليه لا يلغيه:

الوضع الخطير هو الوضع المالي الحرج للدولة، وهذا ما بدا واضحاً من خلال المناقشات التي شهدتها جلسة مجلس الوزراء أول من أمس، حيث أنَّ المداولات تركَّزت على أنَّ الإنفاق يحتاج إلى إيرادات، وبسبب شحِّ هذه الإيرادات وقلتها، فإنَّ هناك الكثير من المشاريع التي سيتم تجميدها سواء الحيوية منها أو غير الحيوية، ومن أبرزها مشروع شراء تجهيزات خاصة لتعزيز أمن مطار رفيق الحريري الدولي، بالإضافة إلى عدم القدرة على الإستجابة لطلب وزير الدفاع تمويل شراء ذخيرة للجيش.

السؤال هنا:

إذا كانت الدولة عاجزة عن تأمين المستلزمات الأمنية للمطار فكيف يمكن طمأنة اللبنانيين وغير اللبنانيين من الواصلين والمغادرين؟

الوزير نهاد المشنوق دقَّ في مجلس الوزراء ناقوس الخطر، فأعلن أنه إذا لم تُنفَّذ الإجراءات في المطار فلا تحملونا المسؤولية أنا ووزير الأشغال إذا حصل أي شيء، فالوضع لا يحتمل التأجيل.

وإذا كانت الدولة اللبنانية عاجزة عن تمويل شراء ذخيرة للجيش فكيف يمكن للجيش أن يواجه في المنطقة الأكثر خطورة، عرسال؟

وفي مناطق حساسة وخطيرة سواء في الجنوب أو في الشمال أو في البقاع؟

***

هذه أسئلة من دون أجوبة، فلا أحد يملك هذه الأجوبة لا داخل الحكومة ولا عند الطبقة السياسية، وهكذا يمكن القول من دون مواربة:

حمى الله لبنان.