IMLebanon

من رومية إلى الناعمة الكيل بمكياليْن

حين تولى الوزير نهاد المشنوق حقيبة الداخلية، قيل إنَّه لم يأتِ إلى هذه الوزارة ليكون وزير السير، المقصود من هذه العبارة لم يكن التقليل من أهمية ملف أزمة السير بمقدار ما كان الإضاءة على أنَّ ملفات هائلة وحساسة ودقيقة تنتظر هذا الوزير الذي تُعلَّق الآمال عليه لجهة فتح ملفَّات لم يجرؤ أحدٌ على فتحها:
باشر بوضع خطة أمنية للبقاع وعزَم على تنفيذها على رغم اعتراض كثيرين على هذه الخطوة، أما الإنجاز الأكبر فتمثَّل في ما أقدم عليه في سجن رومية، هذه العملية انتظرت منذ أكثر من ستة أو سبعة أعوام ولم يكن أحدٌ يجرؤ على مقاربتها، إلى أن اتَّخذ الوزير المشنوق قراره بوضع حدٍّ للحالة الشاذة في السجن أيّاً تكن المحاذير والعواقب والعقبات.

***
ليس سهلاً أن تُنفَّذ عمليةٌ على هذا المستوى من الخطورة من دون أن تسقط فيها نقطة دم واحدة، فهذا الإنجاز يُسجَّل لوزير الداخلية ولفرع المعلومات ووحدة الفهود. وبالأرقام، فقد نجح قرابة المئتي ضابط وعنصر في تحرير قرابة ال 900 سجين من المبنى ب ونقلهم إلى مبنى جديد في داخل السجن.
***
السؤال الكبير الذي يُطرَح بقوة:
كيف وصل الوضع في سجن رومية إلى الحال التي وصل إليها؟
هذه الفضيحة هي التي يُفتَرض أن يُفتَح ملفُّها من لحظة دخول أول قطعة ممنوعة إلى سجن رومية وصولاً إلى ما قبل الساعة الصفر التي نُفِّذت فيها عملية إقتلاع قلعة رومية. كيف دخلت كلُّ هذه المعدات الإلكترونية والتجهيزات؟
ومَن غضَّ النظر لإدخالها؟
وما هو حجم المبالغ المدفوعة التي أدَّت إلى هذه الفضيحة الكبرى؟
هذا الملف يجب ألا يُطوى، وعلى وزير الداخلية، بما عُرِف عنه من شفافية وحزم، أن يتابع هذا الملف حتى نهاياته لأنَّ رؤوساً كبيرة موجودة في هذا الملف، وإذا لم تُحاسَب فإنَّها ستُعيد كرَّة الفساد في ملفَّات أخرى.
***
ربما لهذا السبب حذّر وزير الداخلية من أنَّه إذا دخل جهاز هاتف واحد إلى المبنى الجديد للموقوفين سيتمُّ قطع رأس الضابط أو العسكري المسؤول عن ذلك.
***
ولكن في مقابل هذا الإنجاز، هل من أحد من المُطَّلعين والعالمين أن يشرح للناس وللرأي كيف بسحرِ ساحر تمّت تسوية ملفِّ النفايات؟
أين الصارخون ورافعو الأصوات الذين قالوا إن مطمر الناعمة لن يكون مفتوحاً بعد السابع عشر من هذا الشهر؟
كيف تمَّ الإتفاق على التمديد له؟
يُحكى عن صفقة تمّت، وهذه الصفقة تقوم على مبدأ توزيع مغانم أو توزيع منافع النفايات، فإذا كان الأمر صحيحاً، فإنَّ هذا الملف الفضائحي هو برسم الرأي العام لئلا يجري طمره في المطامر الجديدة التي ستُستَحدَث.

 

 

كتبت :