Site icon IMLebanon

من الديوان الملكي و«الخطيئة» إلى «الشيعية السياسية»!

حَفِل يوم أمس بالمصطلحات التي حيّرت اللبنانيين، فالأجواء المربكة التي خلّفتها صدمة المصالحة القواتية ـ العونيّة في معراب وترشيح الدكتور سمير جعجع للجنرال ميشال عون لرئاسة الجمهورية ما زالت مستمرّة على إرباكها، وحده موقف اجتماع اللقاء الديموقراطي والبيان الصادر عنه والذي تلاه اتصال شكر من النائب ميشال عون للنائب وليد جنبلاط  كاد يشي بأنّ «جنبلاط» التقط بعد زيارة عاجلة لموفده الوزير وائل أبو فاعور ليل الاثنين إلى السعودية أنّ أسلم الأمور هو الترحيب بالمصالحة، واللعب على تناقض استمرار ترشيح هنري حلو، وتثمين مبادرة ترشيح فرنجية فيما يشبه نعيه لها وأن «يرى في الوقت ذاته أن الترشيح الحاصل من قبل العماد ميشال عون يلتقي أيضاً مع المواصفات التي تم الاتفاق عليها في هيئة الحوار الوطني التي يديرها الرئيس نبيه بري مع التأكيد أن هذه المواصفات لا تلغي دور المعتدلين في الحياة السياسية اللبنانية»!!

بالأمس سقطت على اللبنانيين مجموعة مصطلحات مركّبة، توزّعت ما بين «الشيعيّة السياسيّة» و»السُنيّة السياسيّة» بدا كأنّ المصالحة المسيحيّة جريمة في حقّ الطائفتيْن الشيعيّة والسُنيّة اللتيْن بنتا حضورهما منذ العام 1990 على أنقاض «المارونيّة السياسيّة» فتعرّض التمثيل المسيحي لتهميش غير مسبوق بحق المسيحيين على الأقلّ خلال المئة عام الماضية… وتكفّلت صحف الممانعة وحزب الله بتوزّع الأدوار فواحدة تعزف على وتر «الشيعيّة السياسيّة» نقلاً عن زوّار الرئيس نبيه برّي «أن ترشيح رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب ميشال عون من معراب لا يهدف جعجع من خلاله إلا إلى استهداف حزب الله و»الشيعية السياسية»، مع أنّ الشيعيّة السياسيّة هي التي أوصلت لبنان إلى مأزقه الكبير اليوم بفعل تسلّط حزب الله على الرئاسات الثلاث ووضع اليد على لبنان بموجب أجندة إيرانيّة ممنهجة!! أمّا «السُنيّة السياسيّة» فكان الحديث عنها أشبه بنعي لدور الطائفة السُنيّة واستفاضة غير مفهومة في الحديث عن الحضور الحريريّ المأزوم الذي بات وحيداً على حدّ أحد التحليلات الصحافية الملتبسة!!

أما حديث الأحاديث فالمانشيت «الملكي» الذي تصدّر إحدى صحف المعارضة والذي أقرب إلى محاولة دقّ أسفين بين الرئيس سعد الحريري والديوان الملكي السعودي، لأنّ مضمون ما تمّ نقله منسوبٌ جملة وتفصيلاً إلى «مصدر موثوق في تيار «المستقبل»، وهنا من واجبنا لفت القارئ إلى أنّه لا الرئيس سعد الحريري ولا تيّار المستقبل له سابقة تعاطي بهذا الأسلوب الفجّ في نقل كلامٍ أو معلومات عن الديوان الملكي السعودي، وأنّ من تقصّد نشر كلّ هذه «الخرافات» يهدف إلى النّيْل من علاقة الرئيس الحريري بالمملكة العربيّة السعوديّة من بوّابة الضرب على وتر المصالحة المسيحيّة، خصوصاً وأنّ السفير السعودي علي عوّاض عسيري كانت له مواقف واضحة فيما يخصّ الرّضا المسيحي في موضوع انتخابات رئاسة الجمهوريّة.

يبقى أمرٌ واحدٌ نتوقّف عنده هو جلسة 8 شباط لانتخاب رئيس وإبلاغ النائب ميشال عون حليفه حزب الله عدم نزوله إليها مما يعني عدم نزول كتلة نواب الحزب تضامناً معه وعدم نزول كتلة نواب الرئيس نبيه بري تضامناً مع الحزب، لأنّ ميشال عون مصرٌ على المطالبة بسحب سليمان فرنجية ترشيحه باعتباره من فريق 8 آذار لأنه لم يعد محسوباً على كتلة النائب عون بسبب تأزّم الوضع بين الطرفين، ونظنّ أنّ هذا الطلب العوني سيزيد في إرباك حزب الله وحشره في موقفه المعلن عن أنّ مرشحه الوحيد ميشال عون، وبعد المحاضرة الأخلاقيّة التي سمعناها من على بوابة بكركي عن التمسّك والإلتزام الأخلاقي لحزب الله بمرشّحه ميشال عون…

فعلها سمير جعجع، هو الذي قال ببساطة شديدة عبر برنامج بموضوعيّة أوّل من أمس وبصراحة شديدة، الجنرال ميشال عون مرشّح حزب الله، فليتفضّل وينزل نوّابه إلى مجلس النوّاب وينتخبوه وسيكون لنا منذ الغد رئيس… في هذه الحشرة يشبه حال حزب الله حال المثل الشعبيّ «إجاك الموت يا تارك الصلاة»!