IMLebanon

من ربيع الشغور عام 2014 إلى ربيع الرئاسة عام 2015

في التأنّي السلامة، وفي العجلة الندامة… ربما قرَّر فريقا الحوار إعتماد هذا النهج ليكون هذا الحوار هدية السنة الجديدة، وليس وداعاً للسنة التي تقترب من الرحيل.

بنود الحوار غير ناضجة، ولهذا إضطر أحد طرفيْه، السيد نادر الحريري، للقيام بزيارة إلى الولايات المتحدة الأميركية، وهي زيارة قد تستغرق أسبوعين، ولا يعود هناك متسعٌ من الوقت للبدء بالحوار قبل السنة الجديدة، ولكن قد تكون هناك جلسة واحدة قبل الأعياد لأخذ الصور وللقول بأنَّ الحوار قد بدأ، ولإعطاء انطباع بأنَّ الإيجابية تتقدَّم على السلبية. وجلسة الصورة هي بتمنٍّ من راعي الحوار الرئيس نبيه بري، الذي يحاول جاهداً ملء الوقت الضائع بأقلِّ خسائر ممكنة ولتحاشي الصدامات السياسية.

***

لكن هل الوعد بالحوار كافٍ لتحقيق هدنة؟

للأسف لا، فالتطورات في لبنان باتت ربما أكبر من أن تُختَزل في طاولة حوار، حيث أنَّ الوقائع الميدانية بات فيها كل يوم مفاجأة.

أحدث المفاجآت وأكثرها سلبية، ربما، إعلان قطر وقف وساطتها في شأن العسكريين المخطوفين. هذا الإعلان له ارتداداته السلبية للأسباب التالية:

بات لبنان وجهاً لوجه أمام الإرهابيين، ولم يعد هناك طرفٌ ثالث، في هذه الحال يُفتَرض بالحكومة اللبنانية إما أن تأخذ القرار الصعب بالتفاوض المباشر، وإما أن يكون وضع العسكريين في خطر.

هنا لم يعد هناك من مجال للمزايدة، أرواح العسكريين في خطر، ومَن يتحدَّث عن أنَّ الدولة لا تفاوض، عليه أن يتحمَّل التبعات، فنتيجة عدم التفاوض إبقاء مَن تبقَّى من عسكريين لدى داعش والنصرة تحت حدِّ السكين، فهل هذا هو المطلوب؟

***

وبين تأخُّر الحوار وارتدادات انسحاب الوسيط القطري من ملف العسكريين المخطوفين، يقف المواطن اللبنانيّ وجهاً لوجه مع إستحقاقات السنة المقبلة، وهي إستحقاقات أكثر من أن تُحصى، ويأتي في مقدمها إستحقاق إنتخابات رئاسة الجمهورية.

في هذا المجال تُشير المعلومات الموثوقة أنَّ رئيس مجلس النواب نبيه بري، سيواصل توجيه الدعوات لإنتخاب رئيسٍ جديدٍ للجمهورية، لكن مصير هذه الدعوات سيكون كسابقاتها إلى أن تنضج الطبخة الرئاسية. وفي هذا المجال يقول المطَّلعون إنَّ هذا النضوج لن يكون قبل الربيع من السنة المقبلة، والذي يصفونه بأنَّه ربيع الرئاسة في لبنان، ويستطردون في هذا السياق:

كما كان ربيع 2014 ربيع الشغور، فإنَّ ربيع 2015 سيكون ربيع الإحتفالات، هذه المعلومات التي تبقى على نطاق ضيِّقٍ جداً تضيف ان الأسماء المتداولة باتت محصورة بثلاثة أسماء، وقد تحفظت تحفظاً شديداً عن ذكرها.

***

في المحصِّلة فإنَّ الأشهر المتبقية حتى الربيع المقبل والتي لا تتجاوز الأشهر الثلاثة، ستكون حافلةً بكلِّ المفاجآت. لكن ما هو مؤكَّد أنَّه كلما تحقَّقت نقطة إيجابية كلما تكاثر المتضررون ليحوِّلوا كل شيء إيجابي إلى سلبي، ففي مرحلة شدِّ الحبال هذه، لمن ستكون الغلبة؟

للإيجابية أم للسلبية؟