IMLebanon

من النصرة الى داعش

في اتفاق التبادل بين حزب الله وجبهة النصرة، بند يوصي بتفكيك مخيم وادي حميّد المحصّن بالكامل، بعد مغادرة المسلحين وأهلهم له، وتسليم الجيش اللبناني المنطقة.

وكان السيد حسن نصرالله أكد في خطاب مساء الأربعاء استعداد الحزب لتسليم الجيش الأراضي والمواقع التي تمّ استرجاعها، اذا كان الجيش جاهزا.

ويبدو من سرعة تحرّك وحدات الجيش الى تخوم الجرود، انه جاهز لتسلم زمام الأمور، وهذا من شأنه تقليص هامش ردود الفعل الاعتراضية على تفرّد حزب الله في توقيت معركة الجرود، وخوضها بمعزل عن الدولة، وقرارها…

ويشكّل تمني الوزير نهاد المشنوق على الرئيس ميشال عون اعادة موضوع الاستراتيجية الدفاعية، الى طاولة الحوار في بعبدا، وضمنها سلاح الحزب وتدخله في سوريا، ردّ فعل اعتراضيا على التفرّد، اضافة الى تساؤل رئيس القوات اللبنانية د. سمير جعجع أمس: عما ينفع لبنان إن ربح جيبا صغيرا من المسلحين وخسر نفسه، ومعها مفهوم الدولة؟

وعلى ذات الايقاع، صرح السفير البريطاني هيوغو شورتر، بعد اجتماعه ولجنة الاشراف العليا على برنامج المساعدات لحماية الحدود البرية، مع قائد الجيش العماد جوزف عون، حيث قال ان الجيش اللبناني قادر اليوم تماما على ممارسة السيطرة وضمان الأمن على جميع الأراضي اللبنانية، وان الدولة القوية وحدها، مع وجود جيش قوي، يمكنها ضمان استقرار لبنان وديمقراطيته، كما ان المملكة المتحدة تدعم القوات اللبنانية المسلحة لأنها المدافع الشرعي الوحيد عن لبنان.

هذه الرسالة البريطانية – الأميركية عبر لجنة الاشراف، لها في مضمونها وتوقيتها معنى واضح، أقلّه التأكيد على حصرية الشرعية الأمنية والسيادية بالجيش اللبناني.

لكن أمام الموافقات والتوافقات على تسلّم الجيش للمناطق التي أخلتها النصرة يخشى ان يحوّل البعض واقع الحدود غير المرسّمة بين البلدين، الى حجر عثرة، مع ظهور دبابات سورية في المكان.

والسؤال الذي يطرح نفسه، ماذا عن داعش، البعيدة حتى الآن عن مرمى النيران؟ يتحدثون عن مفاوضات غير مباشرة وعن حشود للجيش اللبناني في مرتفعات رأس بعلبك والقاع، منذ التصريحات في واشنطن، القائلة ان اخراج المسلحين من الجرود مهمة الجيش، لكن من الواضح ان أي تفاهم مع داعش لن يكون قبل اقرارها بمصير الجنود التسعة المخطوفين، كما ان أي تعامل بالقساوة مرتبط بمصير هؤلاء الأبناء.

بعض الأوساط السياسية، تخشى من ارتدادات سياسية غير محسوبة في حال مكابرة الدواعش، المحيّدين حتى الآن عن لظى المعارك من جانب أصحاب القرار، وبالتالي أن يتحول وجودهم الى ورقة ضغط اضافية على حالة الاستقرار التي يعيشها لبنان، ما قد يوجب على الجيش خوض المعمعة، وما يترتب عليها من ترحيل للاستحقاقات السياسية والدستورية، من الموازنة الى التعيينات فالانتخابات النيابية الفرعية وحتى الانتخابات العامة المفترضة في أيار المقبل، والتي كثر ينادون بها جهارا وفي السرّ يدعون لها بالتأجيل…

أوساط طرابلسية معنية، شككت بامكانية اجراء الانتخابات الفرعية في طرابلس وكسروان، في ظل التهرّب الذي تراه من جانب بعض أطراف السلطة، ليس خوفا من الأحداث بقدر الخوف من النتائج، فهذه الانتخابات ستكون اختبارا للانتخابات العامة، لذلك يفضّل البعض ترحيلها الى الانتخابات العامة تحسبا للرسوب في الامتحان الفرعي، في ضوء الدراسات الانتخابية غير المشجعة، فيما يهوّل البعض الآخر بالخسارة في دائرة معيّنة، خشية أن يفوز مرشحه، على حين غرّة!!

وفي هذه الحالة بالذات، ثمة قول مأثور وفيه: تكسيرك لمجاذيف غيرك، لا يزيد من سرعة قاربك…