عند الخامسة من مساء اليوم بتوقيت بيروت، يتسمَّر العالم أمام الشاشة الصغيرة إيذاناً بافتتاح المونديال، وبعد الإفتتاح مباشرة تبدأ المباراة الأولى بين البلد المضيف، روسيا، والمملكة العربية السعودية.
أما في ملعب لوجنيكي في العاصمة موسكو، فسيكون في مقدمة الحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، كما سيكون حاضراً عدد من رؤساء الدول ورؤساء الحكومات الذين تلقوا دعوة من القيصر الروسي، وبينهم الرئيس المكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري الذي غادر إلى موسكو ليل الثلاثاء – الأربعاء.
مع روعة المشهد في ملعب لوجنيكي، فإنَّ الرئيس الحريري ستكون عينه على اللقاء الذي سيجمعه مع ولي العهد محمد بن سلمان في توقيت بالغ الدقة، حيث أنَّ اللقاء يأتي في ذروة الإنهماك اللبناني بتشكيل الحكومة، علماً أنَّ المملكة صرَّحت أكثر من مرة أنها لا تتدخل في تفاصيل السياسة اللبنانية وأنَّ دورها الجامع يقوم على كل ما من شأنه تسهيل وتثبيت الإستقرار في لبنان.
يأتي اللقاء المرتقب غداة استقبال ولي العهد السعودي في الرياض زعيم المختارة وليد جنبلاط ونجله رئيس اللقاء الديمقراطي تيمور جنبلاط، وكانت لافتة التغريدة التي كتبها جنبلاط بعد عودته إلى بيروت ومغادرته إلى النروج حيث يُستشَف من كتابته أنَّ الحكومة ليست قريبة، فكتب يقول:
في الوقت الحاضر وبما أنَّ هناك بعضاً من الوقت الضائع وبعيداً عن الخلطة الوزارية فلقد قررت قضاء بعض الوقت في رحاب شمال أوروبا، هنا مناظر طبيعية وهناك كرة دائرية تتقاذفها الأرجل وتقوم الجماهير ولا تقعد. وإنَّ في الخلق شؤوناً وشجوناً.
قوة الإستشعار لدى النائب السابق وليد جنبلاط، أتاحت الإستنتاج أنَّ الحكومة ليست قريبة، وإلا لكان أرجأ رحلته إلى النروج، فهو في تقاعد سياسي وغير مرتبط بمواعيد نيابية على غرار مَن هم في مجلس النواب. كما ألمح إلى الإنشغال بالمونديال من خلال حديثه عن الكرة الدائرية التي تتقاذفها الأرجل.
هكذا في الوقت الضائع يكون الحديث عن كل شيء إلا عن إنضاج التشكيلة الحكومية:
الحزب التقدمي الإشتراكي يطالب بإلغاء وزارة المهجرين.
حزب الكتائب يطالب بفصل البلديات عن وزارة الداخلية وفصل النقل عن وزارة الأشغال العامة.
حزب الله يطالب باستحداث وزارة التخطيط وليس مجرد وزارة دولة لشؤون التخطيط.
وهناك مطالبة باستحداث وزارة الفساد وليس الإبقاء على وزارة الدولة لشؤون مكافحة الفساد.
في مطلق الأحوال، الدنيا عيد، فعطلة عيد الفطر المبارك تطرح نفسها حتى مطلع الأسبوع المقبل، وقبل ذلك لا شيء يلوح في الأفق لجهة الحصص والأحجام التي باتت معروفة، لكنَّها محفوفة بالألغام والتعقيدات وغير مسهِّلة لأية عملية تأليف.
بهذا المعنى فإنه يمكن القول:
لا شيء جديداً على المستوى الحكومي قبل الأسبوع المقبل.
فيما الجميع يراهن على التنازلات المتبادلة والمتوازية بعد عيد الفطر، وهذا ما يراهن عليه المعنيون بعملية التشكيل.