Site icon IMLebanon

من خطة ترامب إلى خطة ماكرون

 

ما هي خطة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي تردد إعلاميّاً بالأمس أنّه يملكها للبنان؟ سيدر بكلّ بهرجة الدّول التي حشدت في اجتماعه الباريسي قبل أن تفعل أي شيء للبنان طالبته بلائحة مستحيلة من الإصلاحات، في العام الماضي «متل هالأيام» كان لبنان همّا أميركيا أيضاً،وكان وزير الخارجيّة الأميركية مايك بومبيو يبعث برسائل جديّة ومحذّرة لحزب الله معلناً أنّ بلاده «لن نقبل بالوضع الحالي الذي يمرّ به لبنان بسبب حزب الله ولن نقبل بسياسات حزب الله في لبنان، ولحزب الله وجود كبير في لبنان لكننا لن نقبل بذلك كأمر واقع»، فما الذي أخذه لبنان من التحذير والتهديد الأميركي أو من «كرم» سيدر الفرنسي؟ وبناء على هاتيْن التجربتين ما الذي قد يأخذه لبنان من خطة ماكرون، وللمناسبة هل تتناسب خطط الدول الصديقة للبنان مع خطط إيران وحزب الله للبنان، يبقى هذا السؤال الأهم الذي سيفرض نفسه على الجميع؟

 

يدرك الجميع أنّ لبنان الدولة والحكومة والمؤسسات العسكرية والأمنيّة والشعب عاجزين جميعاً عن مجرّد التفكير بمواجهة مدمّرة مع حزب الله، لا يوجد لبناني واحد عاقل يقبل بأخذ البلد إلى «حرب أهلية» مدمّرة من أجل أميركا أو من أجل دول الخليج أو من أجل أيّ أجندة كان، فحدود ما باستطاعة لبنان أن يفعله وسط هذا الصراع الدولي كانت الصمود والحؤول دون سيطرة حزب الله على كلّياً ونهائياً على لبنان، وحدها بيئة حزب الله وجمهوره تكيل التهديد للبنانيين وآخر ما سمعناه على لسان أحد إعلاميي الحزب تهديد اللبنانيين بأنّ «اللي رح يحكي منهن رح ياكل قتلي»!!

 

ما الذي يستطيع أيمانويل ماكرون تقديمه للبنان بعد حال الغرق النهائي التي بلغوها، سبق وعايش اللبنانيّون «طحشة» فرنسية تزامنت مع انحسار أميركي ـ في وسم انتخابي ـ مع الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، والأخير كان يعتبر نفسه صاحب مشروع طويل عريض للمنطقة دغدغت قطر طموحاته بصفقة طائرات فأوقف بشار الأسد بعدما كان منبوذاً بين رؤساء الشرق الأوسط، وجرجر وزير خارجيته برنار كوشنير الفرقاء اللبنانيين إلى مدينة سان كلو لعقد مؤتمر توافق باء بالفشل وكانت مفاوضات كوشنير وعلي لاريجاني قد فتحت أبواب الحديث عن المثالثة، فما هو جديد ماكرون الذي يحدّثون اللبنانيين عنه؟!

 

اليوميّات اللبنانيّة تتصاعد فيها الأزمة الداخليّة وتشتدّ وقد بلغت ذروة الذروة، اللبناني يدرك أنّ الواقع الاقتصاديّ والمالي مات فماذا بإمكان الأصدقاء والأشقاء الممتنعين عن إغاثة الشعب اللبناني والواقع لم يعد يحتمل خطط إصلاحات لأنّه سيكون أسوأ بكثير ممّا يتصوّر أصحاب اقتراحات الخطط!

 

يملك اللبنانيّون فكرة كاملة وواضحة عن زيارات الموفدين والمبعوثين ووزراء الخارجية خصوصاً عندما يحملون إلينا رسائل الدعم والشدّ على يد الشعب اللبناني، ونقل الرسائل والتحذيرات للسياسيين لقد عشنا خلال الحرب الأهليّة مئات المشاهد التي تنتهي بالترقّب ثمّ الفشل والحائط المسدود وجولات عنف جديدة… البلد على حافّة اكتمال مشهد التوتّر في 7 آب بالرّغم من أنّ جميع اللبنانيين يعلمون علم اليقين من دبّر وخطط ونفذ جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري وكلّ الجرائم التي تلتها، ولكنّنا أمام نوع فاجر من القتلة يريد أن يقتل القتيل وأن يلتزم القتيل وأهله الصمت أيضاً… هل يحتمل لبنان كلّ هذه الضغوط المجتمعة عليه خلال أيام قليلة، نشكّ في ذلك!